الأحد، 4 أكتوبر 2020

نفحات من شذي تشرين... بقلم الشاعر ...عماد الدين التونسي

 نَفَحَاتٌ مِنْ شَذَى تِشْرِينَ


شَذَى تِشْرِينَ يَا فَتْحًا تَوَالَى 

بِرَوْضِ الشَّآمِ يَنْثَالُ اِنْثِيَالًا


فَأًنْتَ السِّفْرُ فِي عُنْوَانِ شَرْقِي 

وَ بِالْأَمْجَادِ قَدْ نِلْتَ الْجَلَالَا


بِصَدْرِي أُغْنِيَاتٌ فَوْحُ مِسْكٍ 

وَبِالْأَحْرَارِ كَمْ زَادَتْ جَمَالًا


فَجُنْدُ الْعَزْمِ كَالْإِعْصَارِ هَبُّوا  

لِأَجْلِ الْعِرْضِ كَمْ عَشَقُوا النِّضَالَا 


شُمُوعٌ أَوْمَضَتْ فِي لَيْلِ عُرْبِ

كَمِثْلِ الشُّهْبِ تَخْتَالُ اِخْتِيَالًا


بِهَمْسٍ ثَائِرٍ طَافُوا مُرُوجًا  

لِيَأْسُرَنَا الْحَدِيثُ بِهِمْ سِجَالًا


كَهَطْلٍ مِنْ سَلِيلِ النَّسْلِ هَلُّوا 

سُقَاةَ الْفَخْرِ قَدْ رَبِحُوا النِّزَالَا


دُرُوعٌ مِنْ شُعَاعٍ فِي سَمَاءٍ

تُضِيءُ الْعَتْمَ نُنْشِدُهَا اِبْتِهَالَا


تُعِيدُ الْمَجْدَ بِالرَّايَاتِ عِزًّا

تُقَاتِلُ شَرِّ صُهْيُونٍ  قِتَالَا


فَفِي تِشْرِينَ مَوَّالُ اِنْتِصَارٍ 

عَلَى أَوْتَارِ عِشْقِ الْأَرْضِ غَالَى


إِلى الْفِرْدَوْسِ زَفَّيْنَا شَهِيدًا

كَوَجْهِ الْبَدْرِ  يَكْْتَمِلُ اِكْتِمَالًا


وَفَجْرُ النَّصْرِ نَورٌ قَدْ تَلَالَا

بِأُفْقِ الشَّآمِ نَرْسُمُهُ هِلَالَا


أَرَى الْأَحْدَاثَ تُزْهِرُ بِالْحَكَايَا 

نِدَاءَاتٍ بِهَا التَّارِيخُ سَالَا


دِمَشْقٌ فِي خِطَابٍ قَدْ أَشَارَتْ

لِدَحْضِ الظُّلْمِ شَدَّيْنَا الرِّحَالَا


بِجَيْشٍ قُدَّ مِنْ رَمْلٍ مَهِيلٍ 

بِسَاحِ الْحَرْبِ يَنْهَالُ اِنْهِيَالًا


وَجَلْجَلَةُ الْحُرُوبِ صَهِيلُ ثَكْلَى 

 عَلى الْمَيْدَانِ زَانَتْهَا اِكْتِحَالَا 


كَأَنَّ جُنُودَهُمْ مِنْ هَوْلِ زَحْفٍ

نَعِيقُ الْبُومِ فِي حِلَقِ الثَّكَالَى


قَصَمْنَا ظَهْرَهُ قَصْمًا مُدَوٍّ 

كَلَمْحِ الْبَرْقِ فَاِشْتَعَلَ اِشْتِعَالاَ


فَخَطُّ الْمَوْتِ وَ اِجْتَزْنَاهُ قَصْرًا

بِكَسْرِ الْأَنْفِ قَدْ خَضَعَ اِمْتِثَالَا


وَفُزَنا رَغْمَ أُسْطُولٍ عَتِيدٍ

حَلَفْنَا وَقْتَ مَوْعِدِهِ الزَّوَالَا


فَشُعْلَةُ عَزْمِنَا دَامَتْ مَنَارًا

ثَبَاتَ الْأَرْضِ لَا تَنْوِي اِنْحِلَالَا 


شَرِيطُ الْعُمْرِ كَالْأَحْلَامِ يَجْرِي

إِلَى تِشْرِينَ شَوْقًا وَ اِسْتَطَالَا


أَنَا الْوَلْهَانُ يَا نَبْضَ الْقَوَافِي

لِأَجْلِ الْحَقِّ قَدْ رُمْتُ النِّزَالَا


بِنَزْفِ الْجُرْحِ مَا سَالَتْ دُمُوعِي 

وَ لِلْأَوْطَانِ نَجْعُ  الْحُرِّ سَالَا 


أَتِيهُ بِأُفْقِكُمْ دِيوَانَ شِعْرٍ

وَ مَدُّ الضَّادِ قَدْ زَانَ الْمَقَالَا 


بِصَوْتٍ صَادِحِ فُكُّوا حِصَارًا 

مِنَ الْخَضْرَاءِ مَوْقِفُنَا تَعَالَى 


وَلَنْ نَرْضَاهُ تَقْسِيمًا فَشَعْبِي 

وَمَا أَدْرَاكَ رَدُّ الْإِلْفِ لَالَا


فَلَوْ نَادَى الْحَنِينُ  فَمِنْ حُرُوفِي

عِمَادُ قَصِيدَةٍ زَادَتْ وِصَالَا


أَلَا يَا شَامُ إِنَّ الشَّوْقَ يَصْبُو 

إِلَيْكِ بِمَا سَقَى بَرْدَى الزُّلَالَا


عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِيُّ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق