قُـبْـلَــةٌ وَ اعْــتِــذَار============
أَيُّ صَـوْتٍ مِنْ وَجِـيـبٍ غَـامِـرِ
هَـزَّ بِـالأَسْحَـارِ قَـلْـبَ الـشَّاعِـرِ
قَدْ أَزَاحَ الـنَّـجْمَ عَـنْ سَـهْـرتِـهِ
وَ احْـتَـفَى عُمْـراً بِصَـفْوٍ فَـاتِـرِ
قَدْ تَمَطَّتْ ذِي اللَّيَالِي بِالمُنَى
وَالمُنَى تَسْرِي كِسحْرِ السَّاحِرِ
كَمْ تَلالَتْ فِي كُؤُوسٍ مِنْ هَوىً
وَ انْـتَـشَتْ رَقْصاً بِـلَـهْوٍ غَامِرِ
تَـكْتُبُ الذِّكْرَى عَلى وَجْهِ الثَّرَى
فَـتَـمُـر الـرِّيحُ قَــبْــلَ الــعَـابِـرِ
فَـإِذَا الأَلْـوَاحُ صِفْـرٌ مِنْ رَؤَى
وَإذَا المَطْمِورُ طَـوَعَ الطَّامِرِ
تَسْتَحِيلُ الرُّوحُ عَنْ بَـهْجَـتِهَا
فَإِذَا الرَّوْضُ اغْتِصَابُ الزَّاهِرِ
وَ إِذَا الأَغْـصَانُ يَـبْسٌ كُـلُّـهَا
وَ الخَرِيفُ المُرُّ صَوْتُ المَاكِرِ
آَهِ يِـا طِـفْـلَ بَــهَـاءٍ وَ سَـنَـا
كُنْتَ بِالـرُّوحِ سُرَورَ الخَاطِرِ
كَـالـفَـرَاشِ الحُرَّ يُدْنِي نُورَهُ
أَوْ كَخَفْـقٍ مِنْ جَـنَـاحٍ طَائِـرِ
تَرْسُمُ الإِصْبَاحَ مَوْفُورَ الرِّضَا
تُسْكِـرُ الكَـأْسَ بِـلَـهْوٍ السَّاكِرِ
تَجْتَنِي الأنْوَارَ مِنْ كَفِّ الدُّجَى
تَـجْمَـعُ الأَنْـدَاءَ طَوْعَ الآَمِــر ِ
تَسْتَـقِي الشَّهْدَ بِدِيعاً طَـعْمُهُ
دُونَ نَـحْلٍ أَوْ رَبِـيـعٍ عَـامِـر
مِنْ رُضَابِ الأَمْسِ أَجْتَرُ المُنَى
كَي أُعِيدَ الصَّفْـوَ بَـعْدَ العَاثِرِ
آَهِ وَ الذِّكْرَى اِرْتِـقَاءٌ بِالـرُّؤَى
فِـي بَـهَـاءٍ مِـنْ نَـقَـاءٍ غَـابِـرِ
كَمْ عَلَى الأَمْسِ سَيَحْيَا عُمْرُنَا
وَ اِرْتِقَابُ الـفَجْرِ حُلْم الـنَاظِرِ
بَيْنَ صَبْرِي وَ اهْتِزَازِي لَحْظَةٌ
تَـقْــتُـلُ الأَيَّـامَ قـتْـلَ الوَاتِـرِ
كَـيْـفَ مَـرَّ العُـمْرُ مَا أَسْرَعَـهُ
قَدْ تَـوَلَّـى بَـعْـدَ جُرْحٍ غَـائِـرِ
أَنْـتَشِي يَوْماً لِـبسْمَـاتِ أَبِي
وَ هُدُوءُ الأُمِّ نُـورُ الـبَـاصِرِ
بَسْمَةُ اِبْنِي حِينَ يَلْهُو ضَاحِكاً
تَــمْــلأُ الـكَــوْنَ بِــنُــورٍ آَسِــرِ
كَيْفَ أَنْسَى الأَمْسَ؟يَوْمِي نَبْتُهُ
وَ الغَدُ المَأْمُولُ نَبْتُ الحَاضِرِ
ذِكْـرَيَاتُ فِي شَرِيطٍ حَافِـلِ
تَخْـتَفِي مِنَّي بِشُغْلٍ سَافِرِ
ثُمَّ تَـأْتِي يَصْطَلِينِي هَجْرُهَا
تَـلْسَعُ القَـلْبَ بِسَوْطٍ سَاهِرِ
ذِكَـرٌ تَـعْلُـوُ وَ تَخْبُـو غَيْرُهَا
بَــيْـنَ كَــرٍّ ثُــمَّ فَــرٍّ دَائِــرِ
أَجْمَعُ الآَمَالَ فِي كَفِّي هُنَا
وَ أَرَاهَا فِي اِنْدِثَـارِ الدَّاثِرِ
ذِي دَمُوعُ العَيْنِ قَحْلٌ جَفْنُهَا
كَـالبَـوَادِي دُونَ غَيْمٍ مَاطِرِ
لَـيْـتَـهَا تَسْقِي فُـؤَادِي مَرَّةً
مِنْ رُضَابٍ عَـبْـقَـرِي فَاتِـرِ
يَا كُلُومَ القَلْبِ كُفِّي وَارْحَلِي
لَيْسَ فِي البَاقِي مُقَامُ الثَّائِرِ
أَيُّْ رِبْـحٍ أَوْ خَسَـارٍ يُجْـتَـنَى
وَ المُنَى عِنْدِي حَصَادُ الـنَّافِرِ
وَأَنَـا أَمْـضِي وَحِيداً بِالأَسَى
يَجْرَحُ النَّايُ اِضْطِرَابَ الشاعرِ
وَ أَغَانِي الرِّيحِ عَزْفٌ يَكْـتَوِي
خَافِقِي المَشْبُوبَ كَيَّ الغَادِرِ
وَ المَـرَايَـا مُـثْـقَـلاتٌ كُـلُّـهَا
تَتَشَظَّى فِي شُرُوخِ الكَاسِرِ
وَالرُّؤَى مِنْهَا اِخْتِلافٌ مُوحِشٌ
تَـلْطِمُ الوَجْهَ بِـكَـفِّ العَـاقِرِ
يَاوُعُودَ اللَّيْلِ مَا أَحْلَى اللِّـقَا
كُـنْتِ رِيّـاً فِي جَـدِيبٍ آَشِرِ
بِانْبِلاجِ الصُّبْحِ وَلَّى طَيْفُـهَا
خَلَّـفَتْ لِي أَلْـفَ وَعْدٍ فَائـر
كَـرَمُ الطَّائِيِّ فِي إِقْـبَـالَـهَا
تَمْنَحُ الرَّاجِي وُعُودَ القَادِرِ
وَ الوَفَـا مِنْهَا قَرِينُ البُخْلِ إِذْ
تَـقْـطَـعُ الإِنْجَازَ كَـفَّيْ مَادِرِ
يَا رَبِـيعَ الأَمْسِ مِنِّى قُـبْلَـةٌ
لِجَـبِـيـنٍ مَـرْمَـرِيٍّ طَـاهِـرِ
وَ اَعْـتِذَارٌ أَنَّـنِي فِي سَفْرَتِي
وَ المُنَى صِفْـرٌ بِخُطْوٍ خَائِرِ
آَهِ وَ الرِّحْلَـةُ تَدْعُو عَوْدَتِي
بَعْدَ لأْيٍ فِي اِرْتِحَالٍ زَاجِرِ
يَا إِلَهَ الكَوْنِ فَاقْبَلْ أَوْبَـتِي
جِئْتُ بِالمَحْلِ الفَقَيرِ البَائِرِ
لَيْسَ لِي زَادٌ وَ كُلِّي يَرْتَجِي
رَحْمَةَ البَـارِي لِـعَبْدٍ حَاسِرِ
=========
عارف عاصي
الثلاثاء، 10 نوفمبر 2020
قبلة واعتذار... بقلم الشاعر ...عارف عاصي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق