الأربعاء، 11 نوفمبر 2020

بقلم الشاعر ... خالد خبازة


 شاعر عربي

هذه معلومة .. ربما يكون فيها بعض الفائدة

موضوع لا أعتقد أنه تم طرحه قبل الآن

من هو.. حامل  لقب الأخطل الصغير .. الأول ..

هل هناك من شعراء العرب القدامى .. من حمل لقب " الأخطل الصغير " ؟

هذا بحث  في  موضوع .. لا أعتقد أحدا من قبل ..  أقدم على طرحه ..  أو بحث فيه :

يتوارد لدي سؤال :

هل هناك من حمل لقب ها اللقب من قبل.. أي قبل  الشاعر الكبير " بشارة الخوري " .. ؟

أبو الأسد الثعلبي " نباتة بن عبدالله الحوماني " ربما يكون هو من حمل لقب " الأخطل الصغير " الأول ان جاز التعبير

قد يستغرب البعض أن أقرن لفظة " الأول " بلقب " الأخطل الصغير " . خاصة و نحن لا نعلم و لم نسمع ، أن أحدا سوى الشاعر الكبير " بشارة الخوري " حمل هذا اللقب قديما أو حديثا . معنا. و لا أدري ، ان كان يحق لي ، أن أقرن هذا اللقب بلفظة "الأول" ، فيصبح " بشارة الخوري " هو صاحب اللقب الثاني " الأخطل الصغير الثاني " .. ؟ .

لكن ما دفعني الى ذلك ، أنني و لدى مراجعتي كتاب ابن عبد ربه " العقد الفريد " ، وجدت في الجزء الخامس منه ، و بالتحديد في الصحيفة رقم 419 ، طبعة القاهرة 1965 م ، تحقيق أحمد أمين واثنين آخرين ، ما لفت نظري الى ما أورد " ابن عبد ربه " لثلاثة أبيات ، منسوبة الى الأخطل الصغير .

و لما لم يكن قد وصل الى علمنا من حمل هذا اللقب ، قبل " بشارة الخوري " الذي ولد و عاش ، بعد فترة طويلة من الزمن ، لاحقة لحياة صاحب العقد ، مما أثار لدي حب الاستطلاع ، والتأكد من صحة ما قرأت . حيث وردت العبارة في "العقد الفريد " كما يلي :

و قال الأخطل الصغير :

خلع الربيع على الثرى من وشيه ... حللا يظل بها الثرى يتخيّل

نَوْرٌ اذا مَرَتَ الصَّبا فيه الندى ... خِلتَ الزَبَرجدَ بالفريد يُفصّل

فكأنها طوراً عيون كُحّلٌ ... و كأنها طورا عيونٌ هُمّلُ

فاذا ما علمنا أن ابن عبد ربه مؤلف الكتاب قد ولد سنة 860 – 940 م ، فان ذلك يعني أن هناك فعلا ، شاعرا آخر ، حمل هذا اللقب من قبل ، و أن هناك مسافة زمنية لا تقل عن عشرة قرون ، تفصل بين الزمن الذي منح فيه الشاعر بشارة الخوري هذا اللقب ، و حياة المؤلف " ابو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه ".

رجعت الى عدد من كتب التراث ، علها تفيدني ، و لكي أتعرف على شخصية صاحب هذا اللقب ، وعن اسم هذا الشاعر ، و ما سبب تلقيبه فلم أعثر في كتب التراث القديمة ، سوى على كتاب واحد ، و هي نسخة الكترونية ، ورد فيه هذا اللقب ، ينسبه المؤلف ابن المعتز للشاعر" أبي الأسد الثعلبي " و هو كتاب "طبقات الشعراء " ( و الثعلبي ، نسبة الى ثعلب ، فخذ أو عشيرة .. الخ ). حيث جاء فيه تحت عنوان " أخبار أبي الأسد الثعلبي " ما يقول :

" حدثني جعفر بن جندب ، قال : حدثني أبو زرعة الرقي . قال :

كان أبو الأسد الشاعر ، يشبه الأخطل في أيامه لجودة شعره . و كان " دعبل " الشاعر ، هجا "الحسن بن مرة " فغضب أبو الأسد ، للحسن بن مرة ، فكتب الى دعبل هذه الأبيات :

يا دعبل بن علي أنت في حسن ... كالكلب ينبح من بعد على الأسد

فاكفف لسانك عما قلت في حسن ... فقد رأيت له مثلي من العدد

فكتب اليه دعبل : لا أعود . و اتصل الخبر بالحسن فبعث بخمسين ثوبا الى أبي الأسد " .

ثم يضيف الكتاب :

" و مما رويناه و اخترناه ( أقصد من شعر أبي الأسد ) :

روحي مقيم بين أثوابي ... مستوفز عن جسد نابِ

نحفت حتى ما بي مسلك ... في جسدي مجرى لأوصابي

لم يبق الا حركات الهوى ... مني و عينٌ ذات تسكاب

من يرني يحسبني لم أمت ... أردّه في شكِّ مرتاب

أي سقامٍ و هوى فادحٍ ... و أي ضرٍ حلّ أثوابي

لو لمسوني ملء أيديهم ... لم يجدوا غير أسلابي

لم يتحدث الكتاب عن أي شيء آخر يتعلق باسم الشاعر أو نسبه أو تاريخ ولادته ، أو مكان اقامته سوى ماذكر ، الا أنه يذكر أن أبا الأسد بعد أن اغتنى ، عاش في الجزيرة .. ثم يقول ابن المعتز :

" كان أبو الأسد الثعلبي حين ترعرع أخذ بقول الشعر ، يقول أصحابنا ( و مازال الكلام للمؤلف ) : كان غواصا ( يقصد للمعاني ) و ما زال كذلك ، حتى سمي الأخطل الصغير. ثم لم يبق الا يسيرا حتى لحق بالعسكر ، و مدح الملوك ، و أجزلوا له .

ازداد بحثي .. فبحثت عن الشاعر أبي الأسد .. فاستطعت العثور على أكثر من شخص يحمل هذا الاسم اثنان منهم على الأقل كانا شاعرين  .. أحدهما مولى خالد بن  عبدالله القسري .. أي أنه عاش في العصر الأموي في أيام هشام بن عبدالملك والوليد بن يزيد بن عبدالملك .. و تحدث عن مقتل الخليفة يزيد .

أما الآخر .. و هو الأقرب الى  أن يكون من نبحث عنه ، فقد ورد اسمه في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ، يشير الى أن اسمه " نباتة بن عبدالله الحماني " ، و هو من شيبان . و أنه عاش في العصر العباسي .

يقول صاحب الأغاني ، ان أبا الأسد كان منقطعا الى أبي دلف ، ثم الى الفيض أحد وزراء المهدي .

و قد أكد هذه المعلومات نفسها كتاب " اللألي في شرح أمالي القالي " لعبدالله ن عبدالعزيز البكري الأندلسي ، المتوفى 1094 ميلادية . و هذا يعني أنه كان معاصرا لكل من أبي تمام و البحتري و دعبل الخزاعي .. و الذي أشار ابن المعتز اليه و أن أبو الأسد هجاه .

و نرى أن الشاعر الذي سماه صاحب الأغاني " نباتة بن عبدالله الحماني " هو صاحب لقب " الأخطل الصغير " الذي تحدث عنه ابن المعتز في كتابه " طبقات الشعراء " .

هذا ما استطعت الوصول اليه حول شخصية أبي الأسد و ربما هو من حمل لقلب " الأخطل الصغير " في ذلك العصر .. أي عصر بين العباس .. و الذي اكدت المصادر أن اسمه " نباتة بن عبدالله الحماني "

......

خالد ع . خبازة

اللاذقية – سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق