الخميس، 12 نوفمبر 2020

ذكري ... بقلم الشاعر ... عماد اسعد


 ذِكرَى

والوافِر

------

مَرَرتُ على الدِّيارِ ديار جدِّي

وجدِّي غاصَ في غسقِ اللّيالي

ومن عَسَفِ الأمورِ حلَلتُ ضَيفاً

على طلَلٍ  تسربلَ في النِّزالِ

فلا  صوتٌ  ولا همسٌ ينادي

صبِيَّ   القلبِ مبلولَ الوِصالِ

أديمٌ   فلَّ  في   قَفرٍ   عتيقٍ

يضلُّ الرّيحَ في سِفرِ الخَوالي

لوَيتُ  بخافِقي أهوى ظِلالي

فغابَ الظّلُّ  في ولهِ السُّؤالِ

رهينَ الحالِ في غمرٍ سحيقٍ

من الذّكرى  تعربدَ في مقالي

فجاوبَني الأنينُ على افتراقٍ

دميمِ الوصف شلاَّعِ الخِصال

وحارَ الوجدُ من وقبِ الخبايا

يطاردُني ويطعنُ في خِيالي

ومن هذا التّراب شقاءُ عُمري

وعُمري ضاعَ في كنَفِ الرِّحالِ

فلا دارٌ    ولا    ديّارَ    يبقى

إذا عصفَ   الزّمان فلا تبالي

أديمُ الأرضِ يطوي كل نسلٍ

من الأطيار في عهدِ الخَوالي

وكلُّ النَّاس ذاقوا الطّعمَ يوماً

ومن دَرْسِ   الأوابدِ لا تغالي

إلام الخلفُ في طلبِ المَذايا

وخيرُ    مَذيَّةٍ    حسنُ المآلِ

إلى دار السّلام عنوتُ وجهي

أراجيحُ   الجمالِ  من الجمالِ

يميناً    هذه   الأطلالُ   قيدٌ

سلاسِلُها  كما   صَفدِ   التّلالِ

من الذّكرى   تواشيحٌ   ترابَت

عن الخلّان في   كدَرِ  اللّآلي

أرحّلُها   ولستُ    بها  مُرابي

وأغسلُ   كاهلي  رغمَ المُحالِ

------

 د عماد أسعد/ سوريه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق