السبت، 5 ديسمبر 2020

نار الخليل ...بقلم الشاعر ... مصطفي كردي


 نار الخليل


للقلبِ نارٌ في الهوى حمراءُ

فهي التي تسري وليسَ دماءُ


ويئنُّ من ألمِ البعادِ ويشتكي

في القلبِ طبلٌ ضاربٌ وغناءُ


نارٌ لها في كلِّ عضوٍ شعلةٌ

فالقلبُ نارٌ فوقَهُ أشلاءُ


منها اشتياقٌ حارقٌ في مهجةٍ

من نارهِ قد ضَجّتِ الأحشاءُ


فبأيِّ ماءٍ تنطفي نيرانُهُ

فلقد صببتُ فزادَ فيهِ الماءُ


من ذا الذي في الحبِّ يغلبُ شوقَهُ

والشّوقُ سيفٌ والسّيوفُ مَضاءُ


والشوقُ شيءٌ واحدٌ من حُزمةٍ

جُمِعَت فأنّى تُكسَرُ الأشياءُ


قالوا بأنّ الحبَّ داءٌ واحدٌ

لكن بقلبيَ عَمّتِ الأدواءُ


كلٌّ يريدُ حشاشتي فكأنني

تحت السّيوفِ تَنُوشُني الأعداءُ


فأنا القتيلُ ولستُ أعرفُ قاتلي

فبكلِّ كفٍّ بَضعَةٌ صفراءُ


من ظنَّ أنّ العشقَ عيشٌ واهمٌ

هذي المَظِنَّةُ فكرةٌ حمقاءُ


عبثًا تُحاولُ أن تعيشَ مع الهوى

أظننتَ تحيا فالظّنونُ غباءُ


والصَّبُّ مَيتٌ لا محالةَ بالهوى

والموتُ أرحمُ فالمَماتُ شفاءُ


هي نارُ عشقٍ والخليلُ بجَوفِها

فالبردُ موتٌ والسّلامُ لقاءُ


مصطفى كردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق