------------------ أرواح عانقها الفجر -------------------
****************************************************
تُضيء كما المصباح في مبسمِ الفجر ...فتبتسِمُ الأزهارُ بالطيب والعطر
تٌغازِلُها الأطيارُ قبلَ غُدوٍها .......تَبثّ شجونَاً فاضَ من وَكرِها السحري
بميلادها يبدو الصباحُ مَرَحِّباً .....ويُضفي عليها الحسنَ من حُبٍهِ العُذري
تميسُ بِقدًّ ناعمٍ متألقٍ......................تداعِبُه الأغصانُ من حيثُ لا تدري
يُكحّلها إن مرّ طيفٌ بِقُربِها ................بِمروَد نورٍ صيغَ من كَوكبٍ دري.
فقلتُ سلامَ الله يا خَير ظَبيَةٍ.. ...........وما تفعلُ الغِزلان في مطلع الفجر
فقالت وقد شدّت على الجيبِ ثوبَها...... وأبدت نفوراً والحياءُ بها يسري.
اتيتُ صلاةَ الفجر أرجو ثوابَها............وربي كفيلي وهو أعلم في أمري
فدعني وشأني واترُك اللغو جانبا ............وإياكَ من ظنّ وإياك من غَدر
أنا الظبيةُ الهيفاءُ أرفع هامتي.............وقد قُدّ قلبي من حديدٍ ومِن صخر
وحولي رجالٌ لو هَمَستُ لواحدٍ .......لخرّ من الأجواءِ في سرعة الصقر
ولو جابهَتني في الحياة كواسرٌ ...........سأصمِد كالأعلام في لُجَج البحر
وعزّي بأبنائي وفَخري بمَوطني.... وأرضَى بمَا ألقَى من العُسر واليُسر
جمالي بأخلاقي وحُبّي لخالقي............وأفدي رسولَ الله بالروحِ والعمر
ورحتُ أقولُ الشعرَ ألتمسُ الهُدى..فأبدعت في وصف الرياحين والزهر
وصفت سماء الكون حين تزيّنت.......بأفلاكِها والشمسُ من بينها تجري
وصفت بِحاراً قد تلاطَمَ موجُها........تَحفُّ بها الأَنهارُ لم يُحصها شِعري
ولمّا رآني والصّباح يلفّني .......................وهالةُ أنوارٍ تحطّ على ثغري
تولّى كريماً مُشرقَ الوجه باسماً...................فأتبعتُه قلبي وتاه به فكري
هو الحبُّ أرواحٌ تَعانقَ نبضُها.................وآثار إيمانٍ تغلغل في الصدر
فمَن صانَه أعطاه ربّي مهابةً....................وَمَن خانَه تاه في حَومةِالمكر
*****************************************************
عبد العزيز بشارات/أبو بكر/ فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق