الجنة... بقلم الشاعر... بسام علي احمد

الجنة ( الطويل ) 

جنانٌ بفِردَوسِ النُّزولِ مَفازا

تَراها كَبُستانِ العُلومِ مَجازا

تَجُزُّ النَّقيضَينِ، الحَقيقَةُ تَنجَلي

بِعَوداتِ نَفسٍ، كَي تَهيمَ احتِرازا

أبِالتّينِ والزَّيتونِ يُقسِمُ رَبُّنا

شُجَيراتِ أرضٍ أم هُناكَ امْتِيازا

نَخيلٌ وأعنابٌ تَجوزُ ثِمارُها

هنا سَكَراً والواوُ رِزقاً مَلازا

كَتَحريمِ خَمرٍ في الحياةِ فَتَرتوي

يَنابيعَ نَهرِ الخَمرِ يُسقى جَوازا

وَتَزويجُ حورِ العِينِ مَصفوفُ ذِكرُها

فَهل يُقبَلُ الإقبالُ فيه نَشَازا

كواعِبَ أتراباً على مِثلِ سِنِّهم

بروزاً تَراهُمْ أمْ حَسَبتَ اكتِنازا

طُقوسٌ مَراسيمُ الدِّياناتِ كُلُّها

أيَكفي بها الإصلاحُ نالَ الحِجازا

يَهودِيَّةُ المفهومِ مَزمور رؤيَةٍ

وآياتُ ذِكرِ اللهِ جِئنَ ارتِكازا

دَعُونا من التَّفسيرِ بَل تاهَ رُشدُنا

بتَطبيعِ نَصٍّ لا يميلُ انحِيازا

موازاةُ خَطَّينِ، اقترانُ تَقابُلٍ

كما كان أعمالاً، يكونُ انفِرازا

كَتوماً نَصوحاً صادقاً مُخلصاً مَعاً

فها فزتَ بالأبرارِ دُمتَ اعتِزازا 

تَحَصَّنَ شَعبُ المَجدِ بعدَ حروبِهِ

شَجاعَةَ من صَدَّ الهُجومَ رزازا

ومن وُعِدوا فِردوسَ جَنَّاتِ عَرضُها

أعِدَّت سَماواتٍ وأرضٍ مَجازا

هَلَكنا بأوصافٍ وتُهنا تَكَبُّراً

بتَحليلِ تَحريمٍ أتانا انتِهازا 

أيَكفي بأن نَمضي صَلاةً لربنا

كما صَومُ أمعاءٍ نَحُجُّ الطِّرازا

ونلبسُ ثَوباً للسلاطينِ بيننا

ونبني على شطآنِ رَملٍ جِهازا

ونجمَعُ اموالَ الزَّكاةِ بوقفِها

عَنِ الفُقراءِ النَّابتينَ اهتِزازا

فما جَنَّةُ الأرضِ التي جاء ذِكرُها

سوى وابِلُ الإثباتِ يعدو ارتِجازا

تَحَصَّنَ جيشُ العِزِّ شَعباً وقائِداً

دعونا لنحيا ما مَلَكنا حَوازا

@ بسام علي أحمد @