"لم يبق ما يستحق البقاء"
أتيت إليك
حاملاً صديد السنين
و أحزاناً تصهر الحديد
لقلب وديعٍ شريد
في زمنٍ فريد
أتيت إليك
على أمواج الحنين
فوق أسلاك الحدود
و هدير الرعود
و أصداء العهود
أتيت إليك
ببصيص أمل
في ليالٍ تلاشى فيها القمر
و ليالٍ طال فيها السهر
زيتها قهر البشر
أتيت إليك
حاملاً بياض الشيوخ
بل بياض قمم الشموخ
طغى من ساحات الوغى
لعمرٍ عزيزٍ مضى
انتعل جمر النوى
فوق أشواك الحياة
بانتظار الولادة
و شذرات السعادة
أتيت إليك
محباً للحياة
و أنت كف النجاة
سنيني عذاب ثقال
بحلمٍ بثقل الجبال
يناغي بصيص الأمل
ينشد لحن الضياء
لقلب عشق هذي الثرى
طَفَا القيح فيها عنان السماء
فكيف يكون فيها البقاء
أتيت إليك
وروحي في السماء
ولم يبق في الأرض ما يستحق البقاء
توارت أحلامي خلف السراب
بكيت دماً لضياعي خلف الضباب
فحياتي بذرة خيرٍ طواها التراب
و إن غدت بيومٍ وليلٍ بقايا خراب
فلا تتوه في الأسباب
روافدها قهر و عذاب
و للمنافي رميت فؤادي
حيث كنت في انتظاري
فنبضك ذاتي
و حضوري و اغترابي
فطرت إليك
مناهل الشهد من شفتيك
أسيرٌ أنا في مقلتيك
و روحي تنساب في راحتيك
فدونك أنا في ضياع
فكيف يكون العيش بين الضباع
محمد سعيد حميد
فبراير 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق