* رثاءُ طفولة*
القِ على زمنِ الطفولةِ ماءَها
ماتت فقشَّرَ مُحلُها حنّاءَها
سرقَ الزمانُ نعيمَها في لحظةٍ
وهناكَ بدَّدَ ظالمًا آلاءَها
كم صرتُ مشتاقًا إلى أقسامِها
بل صرتُ أعشقُ في الّلظى اخطاءَها
زمنَ الطفولةِ أجدبت أيامُنا
وأنا سأسقي يائسًا صحراءَها
سفرٌ فطالَ فلا استراحةَ عندَهُ
الشيبُ يُلقي في النوى وعثاءَها
وتناثرت كالعقدِ حبةُ عمرِنا
وأنا ألملمُ في الدّجى اجزاءَها
زمنُ الطفولةِ في غنًى وبثروةٍ
وعلى السعادةِ إذ بنت اشياءَها
من فرحةٍ جذلاءَ ترقصُ في الرّبى
وسعيدةٌ إن مرّ شيءٌ ساءَها
فتطيبُ لي نفسي بقصرِ طفولتي
فتراقصت فرحًا فكان ثراءَها
فتطيرُ بينَ مزارعٍ من طيبةٍ
وبراءةٍ نشرت بها ارجاءَها
ويشبُّ ملتهمَ الشبابِ مشيبُها
فتقدّمي كيما أرى اطفاءَها
شاكت وأصبحَ للطفولةٍ برعمٌ
لبس المشيبُ بصمتِهِ شوكاءَها
وبفرحةٍ وبغبطةٍ لعبت هنا
تركت على جبلِ الرجاءِ بكاءَها
أيجفُّ نهرٌ للطفولةِ طالما
أترعتُ كأسًا حيثُ كانَ نقاءَها
مرضت وما زالَ الدواءُ بجعبتي
لمّا أجد بعدَ السقامِ شفاءَها
فاملأ سلالَ الياسمينَ رحيقَها
كسرَ المشيبُ وعاءَها واناءَها
ضاعت ملامُحها التي حدَّدتُها
أكلَ المشيبُ قديدَها وشواءَها
وتبدَّدت احلامُنا زمنَ الصبا
فتقَ العجوزُ رداءَها وكساءَها
لم احتسِ إلا القليلَ بكأسِها
سكبَ الزمانُ من الطويِّ حساءَها
ولقد صرختُ مناديًا أيامَها
من ذا يعيدُ ضجيجَها ونداءَها
من ذا يشافي مغرمًا بطفولةٍ
حملت على كتفِ الكهولةِ داءَها
غرثاءُ قد سغبت وطالَ جفافُها
أكلت عجافُ العمرِ ذاك عشاءَها
وهنت عظامُ طفولتي وتكسّرت
وأقالَ كبري حسنَها وهناءَها
متخبّئٌ خلفَ الصبا وزمانِه
أينَ الطفولةُ كي أعيدَ خباءَها
دُفنت هناك طفولتي بمعيتي
من ذا يقيم إذا رحلتُ عزاءَها
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الثلاثاء/ ٣/ ٨ / ٢٠٢١
الثلاثاء، 3 أغسطس 2021
* رثاءُ طفولة*.. بقلم الشاعر...سيد حميد عطاالله
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق