* سيعودُ دهرُكَ *
كونوا ولو شئتم هناكَ حديدا
لم تستطيعوا دونيَ التّسديدا
بينَ الترابِ ومنبتي ذا آصرٌ
منّي الكثيرُ تعلموا الترقيدا
لكَ موطني ما شئت من يافوخِنا
خذ ما تشاءُ إذا تشاءُ مزيدا
ولكَ الحروفُ الجارياتُ بدفتري
كيما أسجّلَ في العراقِ قصيدا
وبحثتُ عنك فلم أجدكَ بوسطهم
لا بل وجدّتُكَ في الأمامِ عميدا
ما جرّبوكَ وفي الجراحِ دلائلٌ
كم كنتَ في صمِّ النزالِ عنيدا
بل كنتَ أفراحًا تطوفُ كأنجُمٍ
كانَ العراقُ وما يزالُ العيدا
فلقيتُ في ذكراكَ تلكَ وسيلتي
ووجدّتُ جنبَ صعيدِكَ التّخليدا
ولقد سمعتُكَ والملائكُ تنضوي
تدعو وترفعُ من ثراكَ الجودا
من رامَ يحتلُّ العراقَ فإنه
يلقى الترابَ على يديهِ جنودا
وسينجو من آوى إليكَ بقلبِهِ
فلقد رأوكَ فمذ خُلقتَ الطودا
ماضمّدوكَ بمعركٍ لكنّما
أنت الضمادُ فضُمِّدوا تضميدا
والخائضونَ قلائلًا في باطلٍ
حتى دحضت وفُنِّدوا تفنيدا
فعلى الأحبّةِ ليِّنٌ ببشاشةٍ
أمّا الخصومُ فكنتَ أنتَ شديدا
فسقيتَني ماءً زلالًا باردًا
وسقيتَ من جاروا عليكَ صديدا
من نخلكَ انفجرت فسائلُ دولةٍ
فولدَّتَ من رحمِ النخيلِ ورودا
لم يدركوكَ فأنتَ سابقُ عهدِهم
إن حاولوا فاحسب لذاكَ عقودا
وحدودُكَ الدنيا الحياةُ جميعُها
فبلغت أطرافَ السماءِ حدودا
وبه الرجالُ كأنّهم عنقاؤها
وبكلِّ شبرٍ صبَّ فيه أسودا
مالي أراك اليوم تنزفُ أنفسًا
أيكونُ طالعُكَ ابتدا محسودا
وأحاطَكَ العادونَ دونَ هوادةٍ
صبَ العدى فوقَ اللهيبِ وقودا
وسترهقُ الخصمَ المعاندَ جملةً
لا بل سترهقُ من جفاكَ صعودا
ستعودُ من تحتِ الركامِ كأنّما
فجّرتَ من بينِ احتراقِكَ عودا
سطّرت في صنعِ الحياةِ مواقفًا
وبلغتَ نجمَ الصامدينَ صمودا
وبلغتَ في المجدِ العظيمِ مراتبًا
وبلغت في المجدِ التليدِ تليدا
حتى اصطُفيتَ فصرتَ تحملُ آيةً
فحملتَ في أعلى السفينِ عبيدا
فمُلِئتَ خيراتٍ وصُبّ بك الغنى
صبًّا فكانَ على الترابِ مديدا
فمنَ اليسارِ ترى الفراتَ بقلبِهِ
مدَّ الفراتُ على الفؤادِ وريدا
وعلى اليمينِ كأنَّ دجلةَ معصمٌ
وقلادةٌ إذ ما تزيّنُ جيدا
يا موطني ستطيبُ فيك معيشةٌ
ويعودُ دهرُك لو بدأتَ جديدا
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الأحد/ ٣/ ١٠ / ٢٠٢١
الخميس، 7 أكتوبر 2021
* سيعودُ دهرُكَ *بقلم الشاعر..سيد حميد عطاالله
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق