الأحد، 12 ديسمبر 2021

☆●☆《و سألتَني: مَن أنتِ؟》☆●☆(بقلم الشاعره.. سعيده باش طبجي)


 ☆●☆《و سألتَني: مَن أنتِ؟》☆●☆(القصيدة كاملة)


       ●☆●《 1》●☆●

           《 مَنْ أنتِ؟》


و لَمَحْتَ في عَیْنيَّ طیْفَ ضَبَابَهْ ☆

والحُزْنُ یَسْکبُ في الشِّفَاهِ عَذابَهْ ☆ 


و الدَّمعُ في بَحرِ المَواجِعِ و الجَوَی

يُلقِي علَى رَملِ السُّطورِ  عُبَابَهْ☆


 والجَزْرُ يَحمِلُني إلى جُزُرِ الأسَى

و المَدُّ يُهْدِي للمِدَادِ خِضَابَهْ☆


فَسَألْتَنِي:مَنْ أنتِ؟ قُلْتُ :قَصِيدةٌ

أشْجَانُ بَوْحٍ فِي رَنِیمِ رَبَابَهْ ☆


مَثْلُومةٌ..مَكْلُومةٌ..و غَريبةٌ

و الشِّعرُ مِحنَةُ غُرْبةٍ وَ کَاؔبَهْ ☆


ولذَا تَرانِي فِي مُلاءَةِ غُرْبتِي

و الحُزنُ یَزْرَعُ فِي الضُّلوعِ حِرابَهْ☆


و یُعفِّرُ الأحلَامَ فِي رَمْسِ الثَّرَی

و يَذُرُّ فِي أُفْقِ العُیُونِ تُرابَهْ...☆


 لَكِنّنِي بالحُزْنٍ أعتَصِرُ الهوَى...

شِعرًا... أُعَتِّقُ  خَمرَهُ و حَبابَهْ☆

 

فالشّعرُ لوْلا الحُزْنُ ما أهْدَى لنَا..

بوْحًا شّفيفًا نَسْتَسيغُ  شَرابَهْ☆  


            ●☆●《2》●☆●


             《 مِنْ أیْنَ أنْتِ؟》


- مِنْ أیْنَ أنْتِ؟سَألْتَنِي فِي دَهْشةٍ

فأجَبْتُ: أقطُنُ فِي سُطُورِ کِتَابَهْ ☆


سُکنْايَ في سِفْرِ  القَصائدِ و الرُّؤَى

و نَشَأتُ أحبُو فِي رِحَابِ سَحَابَهْ ☆


وکَبرْتُ فِي فَيْءِ الخَمَائِلِ وَ الشَّذَا

و عَبَبْتُ مِنْ نهْرِ الجَمَالِ رُضَابَهْ ☆


بَیْتِي المَجَازُ : بَدِیعُهُ  و بَیَانُهُ

وَ مَواسِمُ الإبْداعِ تَطرقُ  بَابَهْ


و الشِّعرُ عَرَّشَ فِي نَوافِذِ نُورِهِ

و غَزَا بأمْوَاهِ الهَوَی أعتَابَهْ


قَارُورَة مِنْ عِطْرِ أنْسَامِ النّدَی

فَوّاحةٌ أشْذاٶُها خَلّابَهْ...


لَكِنْ سَبَاني الحُزْنُ مِنْ کَفِّ الأَذَی

و عَرفْتُ مِنْ ذئْبِ الجَوَى أنْيابَهْ ☆


و جَفا الشَّبابُ جَدَاٸلِي و خَمَائلي

و رَأیْتُ فِي قَفْرِ الخِداعِ سَرَابَهْ 


   ●☆●《3》●☆●

 《مِنْ أيْنَ تَأتِيكِ القَوَافِي》


و الشِّعرُ؟ کیْفَ نَسَجْتِ بُرْدةَ حُسْنهِ؟

و طَرَزْتِ سَلَّةَ وَرِْدهِ و جِرابَهْ ؟☆


و بَذَرْتِ فِي شَالِ القَوَافِي طِيبَهُ

و نَثَرتِ بِالدُّرِّ النَّضِيدِ هِضَابَهْ؟☆


و مَشَطْتِ شَعرَ الشِّعرِ حَتَى رَفْرَفَتْ

خُصلَاتُهُ  تَشْدُو المَدَی وَ رِحَابَهْ ☆ 


 مِنْ أيْنَ تَأتِيكِ القَوَافِي غَضَّةً

رَيَّانَةً... كَفَراشَةٍ فِي غَابَهْ ؟☆


هَل قَدْ رَشَفْتِ الشِّعرَ مِنْ ثَغْرِ الشَذَا؟

و رَضَعْتِ ثَدْيَ سَحَابَةٍ و رَبَابَهْ ؟


مِنْ أيّ بَرٍّ قَدْ جَلَبْتِ جُمَانَهُ

و صَقَلْتِ دُرَّ عُقُودِهِ وَ سِخَابَهْ؟ ☆


هَل مِنْ حَدَائِقِ بَابِلٍ عَلَّقتِهِ

تَعوِيذَةً مِن سِحرِها جذّابَهْ ؟☆


أَم مِن بِلادِ الهِنْدِ و السِّنْدِ الّتِي 

حَضَنَتْ أسَاطِيرَ الهَوَى و عُجَابَهْ ؟☆


أمْ مِن صَدَى بَغدَادَ في عَصرِ الجَنَى

أيَّامَ كانَتْ للوَرَى عَرَّابَهْ ؟☆


وَ قَرِيضُها يَهْفُو بأشْوَاقِ الهَوَى

يَشْدُو  بِعِشْقِ بُثَيْنَةٍ و رَبَابَهْ ☆


        ●☆●《4》●☆●

     《من تُونِسَ الخَضْرَاء》


= فَأجَبْتُ : مِنْ شهْدِ المِدَادِ سُلَافُهُ

و مِنَ الدَّوَالِي باللَّمَى مُنْسَابَهْ ☆


فِي تُونِسَ الخَضْرَاء  مَهْدَ نَجَائِبٍ

و رُبُوعُها وَلَّادَةٌ... مِنْجَابَهْ ☆


بِمَحَابِرِي عَتَّقْتُهُ۔۔و سَکَبْتُ مِنْهُ

فِي قَوِارِیرِ القَرِیضِ صَبَابَهْ ☆


وَ بِإثْمِدِ الأَحلامِ کَحَّلْتُ البَيَانَ

وَ خَضَّبَتْ شُهْبُ الرُّٶَی أَهْدَابَهْ  ☆


وَ مِنَ السََنابِلِ  قَدْ سَرقْتُ نُضَارَهُ

وَ أخَذَتُ مِنْ سَجْعِ الحَمَامِ طِرابَهْ ☆


وَ أعَارَنِي النِّسْرُ  المُحَلِّقُ رِيشَهُ

حَتَّی أُعَرِّشَ فِي جَنَاحِ سَحَابَهْ ☆


عَشْتَارُ أهْدَتْنِي سُلَافَةَ قُبْلَةٍ

بَعَثَتْ حُرُوفي مِنْ رَمَادِ رَتابَهْ ☆


و أعَارَنِي سِيزِيفُ صَخْرَةَ عَزمِهِ

حَتَّى أطُولَ عَلَى الذُّرَى أرْبَابَهْ ☆


 مِنْ جَمْرِ نَارِ العِشْقِ أسْرِقُ جَذْوَةً

 مِنْهُمْ  لأُرْجِعَ  للقَريضِ  شَبَابَهْ ☆


          ☆●☆《5》☆  ●☆  

《هل نالَ حَرفُك حَظّهُ و نِصَابَهْ》


 ●قُولي.. و بُوحي بالمَواجِعِ و الرُّؤَى  

لأرُودَ نهْرَكِ أو أجُوسَ شِعابَهْ


هَلْ نِلْتِ مِن شَهْدِ القًريضِ زُلالَهُ

هلْ مِنْ رَغيفِ المَجْدِ نِلْتِ لُبَابَهْ؟


و بِمرْبَعِ الضّاد المُعمّدِ بالجَنَى

هل نالَ حَرفُك حَظّهُ و نِصَابَهْ ؟


مَا تبْتغينَ من القَريضِ و بوْحِهِ ؟

و لِمَنْ  نَقَشْتِ على النُّجُوم خِطابَهْ ؟


قُولِي لِمَنْ وَردُ البَيانِ و شَهْدُهُ؟

و لمَنْ سَكبْتِ سُلافَهُ و رُضابَهْ ؟


☆☆☆


● فأجَبْتُ و الاصْرارُ  يَشْحَذُ جذْوتي

يُلْقِي على جِيدِ الأسَى أنْيَابهْ  :


" هذا زَمانٌ  شَحَّ نَبْعُ ورِيدهِ

مَا نِلتُ مِنْهُ نُتْفةً و صُبَابَهْ


منْ جَمْرِ أشْواقي ولَهْبِ مَواجِعي

ما نِلْتُ إلّا  لَفْحَهُ و هَبَابَهْ

 

أسْرَجْتُ  فِي وصفِ الجَمالِ أنَامِلِي

شَمْعا  تَوَقّدَ  و الغَرامُ أذابَهْ 


و بِعشْق أوْطانِي مَلأتُ مَحابِرِي

عتّقتُها ..فَوّاحَةً ...نهَّابَهْ


وإذا غَمَسْتُ بشَهْدِ حبْري رِيشَتي

يَخْضَلُّ بوْحِي مِثْل مَرْجِ سَحَابهْ


و يَدُرُّ مُزنُ الشّعْرِ يزْرَعُ  بيْدَرَ

الضّادِ الجميلِ سَنابِلًا و صَبابَهْ


فأعبُّ مِلْءَ مَواهبي  مِنْ نبْعهِ

منْ ذا يَعِيبُ على الصَدِيِّ شَرابَهْ ؟


 ما هَمَّني في الشِّعرِ لوْمةُ  عاذِلٍ

أوْ قَدْحُ مْن يُلْقي إلَيَّ سِبَابَهْ


أو مَدْحُ مَنْ  مَيْنًا  يُغازِلُ أحرُفي

يُهدِي إلَيّ مُدَاهِنًا إعْجَابهْ


و المَجْدُ في زَمَنِ الغَثاثَةِ و الوَنَى

ما رُمْتُ يومًا وَصلَهُ و طِلابَهْ ..


شَرْعُ القَوافِي صَبْوَةٌ و يَفَاعَةٌ

 و يَناعَةٌ و  بَراعَةٌ و نَجَابَهْ


والشِّعرُ عِنْدي بُهْرَةٌ قُدسٍيَّةٌ

إلْهَامُ  رَبٍّ فاتِحٍ مِحْرابَهْ...


 المقطع السادس:

    ☆●☆《6》☆●☆


          《أنا شَهرَزاد》


☆ و صَمَتًّ دَهْرًا مِنْ ذُهُولٍ شَارِدًا

و الطَّرفُ سَاهٍ وشَّحَتْهُ كآبةْ 


ثمّ انْبَريْتَ تقُولُ هَمْسًا كالصَّدَى

و العيْنُ شَوْقٌ و الشِّفاهُ صَبَابَةْ :


"لي فِيكِ أُحجِيَةٌ أرُومُ جَوابَها

صَرحٌ مِنَ الأسْرارِ يُوصِدُ بَابَهْ


"مَنْ أنْتِ قُولي.. كَيْ تجُودَ جَداوِلي

و أُزيحَ عَنْ ماءِ القَريضِ سَرَابَهْ


"فيكِ الظَّلامُ و فِيكِ أنوارُ الضُّحَى

فيكِ الصَّفاءُ و فيكِ عتْمُ ضَبَابَةْ


"و خَريرُ ماءِ النَّهْرِ يَعزِفُ نَايَهُ

و هَديرُ مَوْجٍ يَسْتفِزُّ عُبَابَهْ


"و نُتُوءُ صَخْرٍ فِي مَجَاهِلِ ذِروَةٍ

و رَقِيقُ رَمْلٍ قَدْ رَوتْهُ سَحَابَةْ


"و هَزيمُ رَعدٍ في زئيرِ زَوابعٍ

و رَفيفُ عِطرٍ فِي خَمائلِ غابةْ


"لِمَ تمْنَعِين عنِ الصَّدِيِّ سُلافةً

لمَ توصِدِينَ عَلَى الهوَى أبْوابَهْ؟


"لِمَ تفْتحينَ عليَّ بابَ حَرائقٍ 

لم تُبْقِ فِي قلْبِ العَميدِ هَبابَةْ


"هيّا اكْشِفي مَنْ أنْتِ حَتّى أرتَوِي

صُبِّي رَحِيقا أسْتسِيغُ رُضَابَهْ...


☆☆☆


● هَذا طِلابٌ لَنْ تطيقَ جَوابَهُ

و غُمُوضُ كُنْهِي لنْ أزِيحَ حٍجَابَهْ


سَأزِيحُ عنْ حَرفي أَنَامِلَ رِعشَتِي

و عَن الهوَى مَا شابَهُ أو عَابَهْ


مَا شَلَّهُ و أعَلَّهُ و أذلٌَّهُ

و أذَابَهُ أوْ نابَهُ أوْ رَابهْ 


أنا شَهْرَزادٌ إنْ كَشفْتُ مَجَاهِلي

أسْقطْتُ عَنْ صَرحِ الجَمالِ قِبابَهْ


شَرعُ الهوَى سِرٌّ و فِتْنةُ دَهْشةٍ

شَرعُ القَصائدِ غُربَةٌ و غَرَابةْ ☆☆☆


     ☆《سعيدة باش طبجي☆تونس》☆

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق