الجمعة، 3 ديسمبر 2021

= لقاء مع سندباد =بقلم الشاعر...سعد محمود الجنابي


 = = = = = = = لقاء مع سندباد = = = = = = 

هـل غـادرَ الشعـرُ مـا يُـتـلى بـتـنـزيـلِ 

..................... أم ضاعَ فـحــواهُ بـيـنَ الـقـالِ والـقـيـلِ

أم أنَّـنـا الـيـومَ أرهــقْــنـا بـلاغـــتَـــــهُ 

..................... قسراً بـتـقـطـيـعِـهِ بـيـنَ الـتـفـاعــيــــلِ

جـاءتْ فأعـمَتْ عـيونَ الشعـرِ كحـلتُنا 

..................... مـا كـلُّ عـيـنٍ تـرى نـوراً بـتـكـحـيــلِ

حـتـى الـقـوافي تـلاعـبْـنـا بِـبـهـجـتِـهـا 

..................... واسـتُـبـدِلـتْ خــيـرُ أوزانٍ بـتـطـبـيــلُ

إنِّـي أرانـي أتـيـتُ الـيـومَ مِـن زمــــنٍ 

..................... في سالـفِ الـدهـرِ يخـلـو مِـن أباطـيـلِ

دهـرٍ بـنى جـدُّنـا المـنـصورُ ضيـعـتَـهُ 

..................... في جـنبِ دجـلـةَ يـزهـو بـالمحـاصيـلِ

دارَ الـسـلامِ وكـانَ الـسـلـمُ ديـدنُـهـــــا 

..................... تستـقـطبُ الـناسَ مِن شتى المجـاهـيـلِ

كـانتْ مناراً لأهـلِ الأرضِ أجـمـعِـهِـمْ 

..................... أرضُ الـريـادةِ مِـن جــيـلٍ إلـى جــيـلِ

هـا عـادَهـا سـنـدبـادٌ بـعــدَ رحــلــتـــهِ 

..................... والـكـلُ يـسـمـعُ مـا يـروي بـتـبـجــيـلِ

جـاءَ الـبـسـاطُ بِـهِ والـريـحُ تـحــمــلُــهُ 

..................... أنَّـى يـشـاءُ ويـمـضـي دونَ تـأجــيـــلِ

لـم يـأتِ مِـن طـائـرٍ بـعـدَ الـبـساطِ ولا 

..................... يـستـهـدفُ الـقـتـلَ أو يـرمي بِـسِجِّـيـلِ 

هـل جـئتَ تسمعُ أم تروي لـنا قـصصا 

..................... قـد فـاقَ مـخــزونُـنـا حــدَّ الأقــاويـــلِ 

هــيَّـا اروِ يـا سـنــدبـادٌ مـا رأيــتَ ولا 

..................... تـستـثـنِ شيـئـاً وتـروي دونَ تـفـصيـلِ 

عـنْ ياسميـنةَ كـيـفَ السحـرُ حـوَّلـهـا، 

..................... عـن طائرِ الرخَّ فـاق الطودَ في الطولِ

عـن ماردِ ظـلَّ في الـمصباحِ مُنـتـظراً 

..................... أنْ يـسـتحــيـلَ لـدى دعـكٍ إلـى غــولِ  

شـكــوايَ يــا سـنــدبـــادٌ أنَّ مــــــاردُهُ 

..................... لم يـنـتـفِـضْ حـيـنَ جـاءوا بالأساطيـلِ

إذ حـشَّـدوا الـجــوَّ غُـربـانـا مُـسـوَّمـةً 

..................... كي يحـجـبـوا الشمسَ عـنَّـا بالأبـابـيـلِ

قـد أمـعـنوا الـقـتـلَ فـينا دونَ مرحـمـةٍ 

..................... ومـثَّــلـوا فـي رفــاتٍ شـرَّ تـمــثــيـــلِ

بغـدادُ أضحَـتْ كما في كـربلاءَ جـرى 

..................... والـنـاسُ مـا بـيـنَ مجـروحٍ ومـقــتـولِ 

والـماردُ الشهـمُ في الـمصـباحِ مُـتَّـكِـئٌ 

..................... يـسـتـنـفِـذُ الـوقـتَ في نـفـخِ الأراجـيـلِ 

جــاثٍ لـيَـرقـبَ ضـوءً أخــضـراً وبِـهِ 

..................... يأتي عـلى الـزرعِ لـهـماً فـيهِ كـالـفـيـلِ

للهِ بــغـــدادُ مـا تُــبــديــهِ مِـن كــــــرمٍ 

..................... لـنْ تُـبـصرَ الـمالَ فـيها غـيـرَ مـبـذولُ

لـلـرومِ والـفـرسِ والآتـيـنَ بـعـدَهُـــــمُ 

..................... الـبـارعــيــنَ بـتــزويـــقِ الأقـــاويـــلِ

مِنْ قـبلُ خـانَ (سلـيلُ العـلـقـمي)* لها  

..................... كـي يُـمـعِـنَ الـقـومُ فـيـنـا شـرَّ تـقـتـيـل 

يا لهـفَ قـلـبي عـلى بـغـدادَ مـا لـقِـيَـتْ 

..................... قـبـلاً وبَـعـداً، بـصبـرٍ غـيـرِ مـعــقـولِ 

ما حـيـلـةُ الـمـرءِ إنْ لـم يـلـقَ مُـتَّـسعـاً 

..................... للـبـعـدِ، والـقـلبُ عـنهـا غـيـرُ مـنقـول

نشتاقُ في القربِ شوقَ المُبعـدِين، كما 

..................... شـوقِ الأحـاجـي لـتـوضيـحٍ وتـعـلـيـلِ 

* (سليلُ العلقمي): يقصد به الوزير ابن العلقمي الذي اتفق مع التتار وسهل لهم دخول بغداد عام 656هـ

القصيدة من البحر البسيط والقافية من المتواتر

بقلمي / سعد محمود الجنابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق