السبت، 18 ديسمبر 2021

مري.. بقلم الشاعر..د فواز عبدالرحمن البشير


مري 


أمامَ الحديقةِ طيفُكِ يسعى

كنورِ سراجٍ بليلٍ عبوسْ


وتعبرُ خلفكِ أزهارُ فلٍّ

تداعبُ قلبَ عجوزٍ تعيس


تصحّرَ منذ زمانٍ بعيدٍ

وصارَ معَ الحزنِ خيرَ جليس


يفكرُ كيف مضى في السنينِ

ويزفرُ نارَ جوى  وعسيس


تمرينَ مثلَ صباحٍ نديٍّ

فلا صوتَ إلا الغوا والحسيس


يراكِ فيسكرُ رغمَ الجفاء ِ

فيصبحُ عندكِ مثلَ الحبيس 


يطيرُ مع الشوقِ أنى يطيرُ 

وخلفَ الدواعي فؤادٌ يميس


ويثني  العيونَ عن الممتعاتِ 

ويخفي المشاعرَ خلف التروس


فما عادَ يجدي التواجدُ ممن 

يذوبُ مع الهمِّ مثلَ المريس


وما عادَ يصلحُ أن يتغنى

مع الغيدِ فعلَ الغلامِ الخسيس


وأجدى بهِ أن يلوذَ بباب ٍ

ويُحجَبَ قهراً كشيخٍ رئيس


فإنَّ غرامكِ يرديهِ حتى

ليغدو كليثٍ مريضٍ فطيس


دعيهِ فإنَّ الرحيلَ قريب ٍ

 وعمرُ الفتى كلَّ يومٍ يخيس


وأحرى بأن يتعالى عن العشقِ

إن جاءَ للحكمِ أو جا يقيس 


وداعاً لأيامِ عزٍّ تناءت 

فقد جاءَ ذلٌّ وضعف ٌ بئيس


فمري كما شئتِ إني بعيدٌ 

وليلُ الثلاثا كليلِ الخميس 


د فواز عبدالرحمن البشير

سوريا

١٨-١٢-٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق