غربه
---
بحر الطويل
---
إذا الهَجرُ أضنَانِي فلا ضَيرَ أنَّنِي
صَبُورٌ على البَلوَى وإن كَلَّ ساعِدِي
ولِي من صَواعِ الهَجرِ ما هَدَّ مِعصَمِي
وأحنَى ضُلوعِي مِن سِقامِي ومِن يَدِي
إذا زَغرَدَ الحَسُّونُ يوماً فإنَّنِي
أنادِيهِ أن يَبقىَ على الَّلحنِ صَائِدي
وأغفُو على ذِكرِ الغَوالِي مُحافِظاً
حفُوظاً على الذِّكرَى إليها ترَدُّدي
وإن ضَجَّتِ الأيامُ من طولِ سهرَتِي
فإنَّ الأمانِي في لُقاهُم تجَدُّدي
وكَم حارَ طَرفِي في هُروبِي لِدَارِهِم
ولكنَّ طَرفِي في بُعادِي تَبَدُّدِي
وما الشَّوقُ إلا بُرهَة ًجَدَّ خَيلُها
بِعَدو ٍ أطالَ البُعدَ حتّى تَمَرُّدي
ومِن سَدنَةٍ في الغَيبِ أرخَت ظِلالَها
تهادَت على الأفنانِ زادَت تلَبُّدي
فَيا طيبَ لَحنِي إن أتانِي عَرِينُها
بِصَبٍّ عَتِيقٍ فِي لِقائِي تَوَدُّدي
ويا طيبَ لُقيانا على العَهدِ أنَّنِي
أنادِي خَلِيلِي فِيه نَجوَى تَجَلُّدِي
فلا راحةً فِي البَالِ إلاَّ بِنَجدًةٍ
سَتَأتِي بِها الخِلَّانُ تَزكِي تعَبُّدي
وهاتِيكَ نَعماءٌ مِن الوَجدِ غايَتِي
وفيها من الأشواقِ تَسمُو بِمَوعِدي
ومِن سَكرَةٍ في ذِي الِّلقاءِ الَّذِي سَنا
أضاءَ اللَّيالِي مِن نُجُومِي وفَرقَدِي
فَرُحتُ المُعافَى مِن هُمُومِي وهَجعَتِي
وأندَى جَنانِي مِن وفائِي لِمُنجِدي
ولكِنَّما طالَ الفِراقُ الذي قَفا
بُعادِي وأسلَانِي حَنِينِي لِمَولِدي
فلَا الشَّوقُ مِن هَجرِ الغَوالِي مَدامَةً
ولكنَّ شَوقِي قَد حَبانِي مَصَائِدِي
إلى أيكَةٍ كانَت خَضيراً بِمائِها
أغارَت بِبيدائِي أضَلَّت لِمِقوَدي
ومَهما تناءًت في بُعادِي لواعِجي
فإنِّي إليهمٍ بالأمانِي سأهتَدِي
----
د عماد أسعد/ سوريه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق