الأربعاء، 4 ديسمبر 2019

رحيق الامنيات // الشاعر // عارف العاصي

رَحِـيـقُ الأُمْـنِـيَـات
==========
لِلقَـلْبِ سَـعْيٌ فِي الهَـوَى وَ تَصَابِي
وَ جَـوَامِـعُ الفِـكْـرِ المُـنـِيرِ بِـبَـابِـي

مَـالِي تُـنَـاوِشُـنِي الحَـيَـاةُ تَـغَـرُّنِي
أَتْـبَـعْـتُ أَوْهَـامَ الـمُـنَى بِـسَـرَابِـي

وَ زَرَعْـتُ أَزْهَـارِي بِـكُـلِّ مـَفَـاوِزِي
فَـاخْــتَـال وَرْدٌ فَـوْقَ كُــلِّ هِـضَـابِ

وَ نَـثَـرْتُ أَزْهَـارَ المـُنَى فَوْقَ الرُّبَى
فَـاخْضَوْضَـرَتْ مِـنْـهَا جَمِيعُ شِعـَابِي

وَ نَـهَـلْتُ شَهْـداً سَائِـغاً مِنْ نـَبْـعِهَـا
لَــذَّتْ مَـحـَـاسِـنُــهَـا بِـكُـلِّ شَـرَابِ

وَ أَقَـمْتُ لِلْـغـِيدِ الحِـسَـانِ مَحَـافِـلا 
فَـتَـمَـوْسَـقَتْ بِـالخـُطْوِ خـُودُ كِعَابِ

وَ تَـمَـايَـسَتْ وَ تَـدَلَّـلَتْ وَ تَـعَـطَّرَتْ
وَ تَـأَلَّـقَّـتْ نَـشـْوَى عَـلَى الأَعْـتَـابِ

يَـا وَيْـحَ أَحْـلامِـي سُـلِـبْـتُ بَـدَلِّـهَـا
طَـيَّ الجُـمُـوحِ تَـشُـدُّنِـي لِـرِغَـابِي

وَ دَلَـفْتُ أَبْـوَابَ المَشِـيبِ وَ لَـمْ يَزَلْ
قَـلْـبِي يـَعِـيشُ بِـصَـوْلَـة لِشَـبَـابِي

وَ كَـأَنَّ فِي الـخُطْوِ الكَـئِيبِ تَـرَاجُـعاً
وَ كَـانَّ مَــا قَــدْ فـَـاتَ قَــيْـدَ إِيَـابِ

وَ غَـزَلْتُ ثَـوْبَ الأُمْـنِـيَـاتِ مُزَخـْرَفـاً
وَ بَــنَــيْــتُ أَحْـلامِـي بِـكُـلِّ يَـبَـابِ

فَـالـقَـفـْرُ أَثْـمَـرَ مُـرَّهُ فِـي غَـفْـوَةٍ
فَـشَرِبْـتُ كَـأْسِي دُونَ أَيِّ حِـسَــابِ

وَ مَـضَتْ لَـيَـالِي العَاشِقِـينَ بِـلَهْفَـةٍ
وَ خَـلَـوْتُ وَحْـدِي دُونَـمَـا أَصْـحَــابِ

وَ بَقِيتُ أَقْـتَـاتُ الطُّـيُوفَ بِسِحْـرِهَـا
وَ أَعِـيشُ رَهْـنَ جَـمَـالِـهَـا الـخَـلابِ

يَـا طَـيْفُ يَا سِـحْرَ الحِـبِيبِ وَ وَمْضِهِ
جُــدْ بِـالـوِصَـالِ وَ دُونَـمَـا تِـهْـيَـابِ

أَنْـتَ الجَـمَـالُ البِـكْـرُ فِي إِشْـرَاقِـهِ
نُـورٌ يُـضِـيــئُ بِـحَــالِـكِ الأَوْصَـابِ

فَـاغْـمِـرْ فُـؤَادِيَ نَـشْوَةً مَسْـكُـوبَـةً
مِـنْ وَجْـدِ ذِكْـرَى تَسْـتَـبِـيحُ عَـذَابِي

وَهْـماً أُمَـنِّي الـرُّوحَ غَـايَـةَ مَـأْمَـلِي
لأَعِـيشَ بَـعْـضَ الـوَقْـتِ بِـالأَنْـخَـابِ

وَ تَـقَاطَـعَتْ عَـبْرَ الدُّرِوبِ شِـبَـاكُـهَا
مَـا بَــيْـنَ ظُـفْـرٍ لِـلْـقِـتَـالِ وَ نَـابِ

كُـلٌّ يَـلُـوكُ الجُـرْحَ يَعْـصِرُ خَـاطِـرِي
يَـفْـرِي الـكُـبُـودَ مُـقـَطِّـعاً لإِهَـابِي

لأَعِـيـشَ جُـرْحاً قَــدْ تَـعَـمَّـقَ جَـذْرُهُ
ضَـجَّـتْ بِـصَـوْلَـتِـهِ رُبُــوعُ كِـتَـابِـي

فِي رِحْـلَـةٍ سَـلَـبَتْ سُيُـوفَ مُقَـاتِـل
وَ تَــمَــرَّدَتْ طَـعْـنـاً بِـفَـرْطِ كِـذَابِ

وَاهـاً رَحِـيـقَ الأُمْـنِـيَـاتِ تَـعَـتَّـقَـتْ
كَـاسَـاتُــهَـا نَـشْـوَىَ بِـكُـلِّ رِضَـابِ

يَـا أَيُّـهَـا القَـيْدُ الـثَّـقِـيلُ كَفَى كَفَى
فَـاتْـرُكْ يَـدَيَّ مُـخَـلِّـيـاً أَسْـبَـابِــي

لأَعُـوُدَ وَ الـدَّمْـعُ الغَـزِيـرُ يَـلُـفُّـنِـي
وَ يَـسُـوقُـنِي سَـوْقاً إِلَى مـِحْـرَابِي

يَـا رَبِّ عَــبْــدٌ قَــدْ أَتَــاكَ تَــذلُّــلاً
فَــارْْحـَـمْ عُـبَــيْـداً لائِــذاً بِـالـبَـابِ
=======
عارف عاصي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق