★ سعيدة باش طبجي ★
أيّامَ كُنتُ......!!
دَهري أنا ما كانَ قبْلًا مُنصِفا
أيّامَ كان القلبُ صَبًّا مُدْنَفا
أيّامَ كان العِشقُ يُزهِرُ في شِغافي
وَردَ سَعدٍ في خُدودي قد هَفا
أيّامَ كانت ِلمّتي سَوداءَ و ال
قلبُ النَّميرُ كمثلِ ثلجٍ قد صَفا
أيّامَ كانَ العُمرُ شهدا سائلا
و النّبضُ ريّانا و حِسّا مُرهَفا
أياّم كُنّا نحتَسي اللّذّاتِ منْ
دَنّ الهوى شهدًا و خمرًا قَرْقَفا
أياّمَ كان الحرفُ نسْجًا من حَريرٍ
في القصيدةِ مِخمَليًّا مُتْرَفا
أيّامَ كانت نبضَتي مثلَ الثُّريَّا
عُلُِّقتْ في سَقف شِعري أحْرُفا
^^^^^^^^
مرَّ الشبابُ كما عَبير عابِر
غاضَ الشّذا و النّورُ في الأُفقِ اخْتفي
لمْ أغتنِمْ فيضَ الشّبابِ و فوْرةَ
العُمْر المُكلَّلِ بالأماني و الصّفا
ظَلمَ الزَمانُ مواهبي و خَبا لهيبُ
الحُبِّ والأحلامِ والنَّبضُ انتَفى
هَذي أنا مَسلوبةُ النّبضاتِ أضحِي
في هَجير الهَجرِ ،في جُرْف الجفا
في لُجّةِ الأشجانِ ولْهَى، في صَقيع
الوِحدةِ الصَمّاءِ جُرحًا نازفا
أتوسّدُ الحُزنَ الشَفيفَ و أحْتسي
الحِرمانَ مِن ماضٍ جميلٍ قدْ عَفی
و القهرُ يَسري في شُرُوخ مشاعري
يُهدي لِحَرْفي ليلَ عَجْز مُتْلِفا
يَجتاحُني في شقوتي بقَساوةٍ
و شَراسةٍ و يَقولُ لي:هيا،كَفَى!
^^^^^^^^^^^
كَم أشتَهي أن أُرْجِعَ العُمْرَ الجميلَ
و أرْتَمِي في حِضن أشواقِ الوفا
بشِغاف طفلٍ يافِعٍ يلهُو برغْمِ
الرّيحِ و الانواءِ ضبيًا أهْيفا
و بنبْضِ صَبٍّ عَاشقٍ فوقَ المواجِعِ
قد تعالَى و استطالَ و رَفرَفا
لَن يَرجِعَ الزَّمنُ الجَميلُ و إنّما
بالحَرْفِ أُرْجِعُ عِطْرَ أيّامِ الصَّفا
مِن عُمْقِ أوجاعِي أرَى في خَافِقي
أملًا على مَوْج المواجِعِ قدْ طفا :
سَأكونُ في مَرْج القوافِي غَيمةً
تهْمَي شذًا و نسيمَ حُبٍّ هفْهفا
أيقُونَةً للحُبِّ و الشّعرِ الأصيلِ
نَبيَّ حُبٍّ بالسَّلامِ قد اِحْتفَى .
(سعيدة باش طبجي*تونس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق