مالي غداة البين صرت شريدا
بعثرت أحلامي وزدت شرودا
وتخطف الآمال ذئب بعادنا
وغزا بناب واستحال حديدا
فأثار في قلبي جراح صبابة
وأسال من جسدي دما وصديدا
وبغت علي جيوش وجد قاتل
أسر الكرى والجفن صار جليدا
قد غلقت أبوابهم وأنا على
أعتابهم كالطفل جاء مريدا
قد جاء والأشواق ملء فؤاده
حمل الوداد سعادة و ورودا
أشكو إليهم ما ألاقي منهمُ
فهم الفرات إذا أردتُ ورودا
وهم الرياح العاصفات بخافقي
و الذاريات بمهجتي تنهيدا
فرموا فؤادي بالجفاء وأثخنوا
فيه الجراح و أحسنوا التسديدا
ليموت قلب الطفل في جسد الفتى
وتطير أحلامي بذاك حصيدا
فرجعت مكسوراً وحيداً حائرا
وأجر أذيال الأسىٰ وقيودا
مثل الذي قد ساد يوما قومه
وغدا بلحظة غفلة مسيودا
إني كمثل العود في برد الشتا
إن عزت النيران صرت وقودا
لصبابتي تبكي القوافي أحرفا
تكوي بهن مدامعاً وقصيدا
(عبد الرحمن حاج مصطفى أبو زين الدين)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق