الثلاثاء، 3 مارس 2020

شاعر البيداء/سعود أبو معيلش. أنفذ بجلدكَ

.......أنفذ بجلدكَ......
أنفذ بجلدك إنّ القومَ قد خذلوا
أعطوكَ سماً وقالوا إنهُ العسَلُ

يبدون حُبّاً وإنّ الغدر دارهُمُ
كلّ الضيوف إذا ناموا  بها قُتِلوا

لمّا هجرتُ دياري ليل مقمرةٍ
قالت تجلّدْ على الوعثاء يا جمَلُ

إني نظرت إلى الفيفاء مندهشا
والليل أكحلُ أما البدر مكتملُ

أرنو إلى شُهبٍ  في البيد قد نزلت
إنَّ النيازك في البيداء تشتعلُ

إنّ الليالي إذا حَلّت ضفائرها
كالشعر فوق ظهور الغيد ينسدلُ

ما ظل لي برحاب الأرض من نُزُلٍ
إلدار ضاعت فإني الليل مُرتحلُ

يا حادي العيس أخشى الدرب تهلكني
هل لي برفقتكم قلْ أيها الرجلُ

إني تركت بلادا ذلَّ ساكنُها
القهر فيها وفي هجرانها الأجلُ

أحببت داري وفيها الظلم فرقنا
أَبكي وأُبكي وإني مدنفٌ ثَمِلُ

يا دار عودي لماضٍ كنت أحسبهُ
نفح الجنان وأحيا فرحتي الأملُ

عشرٌ تمرُّ على الأفراخ في زغَبٍ
لا  الدوح أمنٌ ولا البعداءُ تُحتَملُُ

أباتُ فوق الحصى والليلُ مُلتحَفي
والصبح سؤلي عن الأحباب ما فعلوا

ظنوا بأن فراق الدار مكرمةً
ما جربوه ولو قالوا فما عدلوا

ركبتُ فلكاً ببحرٍ لا أمان بهِ
الموج يلطم والقبطان  يبتهلُ

حتي نزلت بأرض لا صديق بها
والعيش فيها طغى في طيه الوجَلُ

قالوا أتى بكَ جوعٌ أم تُرى فزعٌ
ارجع لدارك رغماّ أيها البطلُ

قلنا وقالوا وللأقوال زعنفةٌ
لا فعل منها وقد فاضت بها العللُ

وقت الرغاء كأن العيس قد بركت
على كلاكلها فلا خوفٌ ولا خجلُ

في كل أمكنةٍ أجراسهم قُرعت
يرمون  ناراً بأفواهٍ بها النّبُلُ

على ظهور  رياح الصر قد ركبوا
بين العواصف لا طاروا ولا نزلوا

ويطعنون ظهور  الخلق في سَفهٍ
صفر النيوب بلسنٍ إنها الأسَلٌُ

بكل قولٍ فلا قولٌ بهِ صدقوا
بكل عهدٍ إذا قد عاهدوا مطلوا

رجعت للدار ليت الدار تنصفني
قومي كرامٌ إذا حلّوا إذا رحلوا

هذا عنائي على القرطاس أكتبهُ
دصدحُ الفؤاد ولكن حرفُهُ جَزِلُ
شاعر البيداء/سعود أبو 
معيلش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق