-------------------- وتلاقت الأرواح ----------------------
صفت الحروفُ وتاهت الأقلامُ .........وتفتّحت ما بينَها الأكمامُ
تصفُ الجمالَ وتحتفي في حُسنِه ....لمّا بدت من ثغرها الأنسامُ
لأميرةٍ هتَفَ البيانُ بوصفِها ..........والسحرُ والأشعارُ والإلهام
هي درّةٌ فاقت على أترابِها...................فكأنّهنّ أمامَها أوهامُ
والفنّ والإبداعُ فكّ قيودّه ...................فتنافسّ الفَنَّانُ والرّسّام
فكلاهما أرخى زمامَ مواهبٍ ...............فكأنّه فيما يشفُّ إمام
الثّغر من طيبِ الرّضابِ معطّرٌ ..........شهدٌ يلَذُّ وبلسمٌ و مُدام
رسم ابتسامَتَه بريشةِ مًلهَمٍ ..........أوحى لها بين الحروف هيامُ
وتألّقت كالشمس عند شوقها ........ما بين هودَجِها هدىً وسلامُ
وجهٌ يحاكي البدرَ في لَمعانِه .............متألّقٌ ضحكت لهُ الأيّام
بالله من أيّ البلادِ تكلّمي ..............قالت تجيبُك إن أردتَ شآمُ
سوريّتي بلدُ الفخارُ على المَدى ........فوق المآذِنِ تًرفّعُ الأعلام
هذا أنا يا من شغفتَ بحبِّها .............ملكَت فؤادَك والأنامُ نيام
في النّهر ترفُلُ حينما نزلَت به .......فرِحَ الفؤادُ ونالَها استجمامُ
والدوحُ غنّى والمياهُ تراقَصت .......وبلابلٌ طَرِبَتت لها وحَمام
نصَبَت على غصن الهوى أُرجوحةً ..غطّت عليها أفرُعٌ و غَمام
وتلاقت الأرواحُ حين عرَفتُها........فأذاب قلبي في اللقاءِ رِهامُ
=================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق