وَ عُـدتُّ وَحْـدِي
========
قَطَعْتُ دَرْبِي وَ حَارَتْ فِـيهِ أَوْجَـاعِي
وَ مَـا الْـتَـفَـتُّ لأَتْـبَــاعٍ وَ أَشْــيَــاعِ
وَ مَـا أُبَـالِي وَ أَخْطَـارِي تُحَـاوِطُـنِي
كَـأَنَّـهَا فِي دُنَى اﻷَوْجَـاعِ إِمْـتَـاعِـي
وَ بَعْـدَ لأْيٍ أَجُـوبُ الـكَـوْنِ مُرْتَـجِـياً
صَوْتاً حَبِـيبَ الهَوَى مَسْـحاً ﻹِدْمَـاعِي
فَصَـبْوَتِي اليَوْمَ لا تَسْرِي عَـلَى مَهَلٍ
فِي كُـلِّ ضِـلْـعٍ لَـهَا حَرْبٌ لإِخْـضَاعِي
كَـتَمْتُ هَمِّي فَـلا أُبْـدِيهِ مُـحْـتَـشِـماً
كَـبـرْتُ عَـنْـهُ فـَلَـمْ أَحْـفِـلْ بِـإِرْجَـاعِ
تَـرَكْتُ قَـلْبِي يُـنَـادِي بِالفَـلاةِ هَـوىً
تَصَحَّـرَ الصَّـوْتُ لَـمْ يَـظـْفَرْ بَـأَسْمَاعِ
وَ عُـدتُّ وَحْدِي عَنِ الأَفْـيـَاءِ مُرْتَـحِـلاً
لَعَـلَّ فِي الصَّـبْرِ طِبٌّ بَعْـدَ أَوْجَـاعِي
و أَمْـلأُ الرَّوْضَ بِـالأَزْهَـارِ مـُبْـتَسِـماً
فَـأَجْـتَنِي الكَـيْلَ شَـوْكاً طَـمَّ بِالصَّـاعِ
وَ مَـا رَدَدتُّ حَـبِــيـبـاً رَدَّ مَـبْـخَــلَـةٍ
بَـذَلْتُ وُدِّي حَـنُـوناً بِالهَوَى السَّـاعِي
وَ كَـمْ أَمَـانٍ طَـغَتْ بِالعُمْرِ فِي نَـزَقٍ
وَ ظِــلُّـهَـا نَـابِـحٌ يَـلْـهُـو بِــأَطْـمَـاعِ
زَرَعْـتُ فِـيهَـا رِيَـاضاً كُـلُّـهَا اِتَّسَـقَتْ
حَصَـدْتُّ مِـنْهَـا هَشِـيماً رَامَ إِِيقَـاعِي
نَـذَرْتُ كَـفِّي لِـبَذْرِ الحُـبِّ مُجْـتَـهِـداً
وَ لَـيْـتَ زَرْعِـي نَمَـا بِالـوُدِّ لِلـرَّاعِي
يَـا أَيَّـهـَا الـلَّـيْـلُ يَـا أُنْـســاً أُرَاوِدُهُ
وَ يَـا اشْـتِـيَاقاً لَـهُ مَا عِشْتُ إِزْمَاعِي
أُرَاوِدُ الصُّـبْـحَ عَنْ بُشْرَى تُـعَـاوِدُنِي
أَطُـوفُ كَـالطَّـيْرِ أَرْجُـو لَـمَّ أَوْضَاعِي
يَا زَهْرَةً فِي رِيَاضِ الحُسْنِ مَا فَـتِـأَتْ
سَـكْـرَى بَجَـفْنٍ لَـهُ سَـهْـمٌ بِـإِمْـتَـاعِ
بِهَا مِنَ الحُسْنِ مـا يَـرْبُـو بِصَـبْـوَتِـهِ
و الأُفْـقُ فِي سِحْرِهَا مِنْ وَجْدِ خَشَّاع
يَا لَيْـتَـهَا لَـمْ تَـزُرْ قَـلْبِي وَ لَمَ أَرَهَـا
وَ مَا اسْتَـبَـتْنِي بِهَمْسِ بِالهَوَى دَاعِي
رَمَـتْ بِسَـهْمٍ وَ مَـرَّتْ دُونَـمَا أَسَـفٍ
وَ خَـلَّـتِ الفِـكْرَ يَـحْـيَـا دُونَ إِقْـنَـاعِ
يَا فِتْـنَةً فِي صَمـِيمِ القَـلْبِ تَحْرِقُـنِي
يَا كُـلَّ شَوْقِي وَ يَـا أَصْـدَاءَ مُـلْـتَـاعِ
جَمَعْتُ فِيهَـا أَنَـاشِـيداً عَـلَى فَـنَـنِي
رَقَّـتْ كَمَاءِ الـنَّـدَى بِـالـزَّهْـرِ لَـمَّـاعِ
وَ كَـمْ أُدَاعِـبُ أَوْتَـارِي فَـتُـنْـشِـدُنِي
لَـحْـناً حَبِـيبـاً أُنَـاجِي فِيهِ إِسْمَـاعِي
فَـلِي مَعَ الـلَّـيْلِ أَسْـرَارٌ غَدَتْ مُـلَحاً
بِـهَـا مِـنَ الأُنْـسِ رِيٌّ بَـعْـدَ إِشْـبَـاعِ
وَ كَـمْ أَحِنُّ لـَهَا وَ اللَّـيْـلُ هَـدْهَـدَهَـا
عَـلَى اِرْتِقَـابٍ لِـوَعْدٍ مِـلْءَ أَضْـلاعِي
يَـا أَيُّـهَا القَلْبُ دَعْ وَهْماً وَ عُدْ رَشِـداً
وَ اتْـرُكْ سَـرَابَـكَ فِـي لُـمَعٍ لِـخَـدَّاعِ
========
عارف عاصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق