( آخر الصبر )
يا آخر الصبر هب لي ضوء قنديل
بأوكسجين القوافي مدَّ ترتيلِ
جد لي بحرفٍ من الفصحى ليكتبني
دمعًا، جراحًا، دمًا في لحن تفعيلِ
ليوجز الحزن في عنوان قافيتي
ويشرح البؤس في أعماق تفصيلِ
يا آخر الصبر من أغرى الجروح بنا
هل ظلم قابيل؟ أم أحقاد صمويلِ
مهرولون إلى التطبيع في زمنٍ
يحظى الخؤون بتصفيق وتهليلِ
خيانة اليوم أخرى مذ تزعمها
بعير نفطٍ فأضحى مرشد الفيلِ
يبقى البعير مطايا الراكبين ولا
يُميّزُ الفرق بين المَيل والمِيلِ
غزاتنا اليوم تأتينا يغلفها
زيف العمائم أو أعلام تدجيلِ
لم يبرح الليل في صنعاء معتكفا
لينقل الظلم من جيل إلى جيلِ
إني فقدت ربيعي مذ غدا أملي
في مجلس الأمن بندًا رهن تدويلِ
أنا القتيل أسى في أمة وضعت
شأن العقول وأعلت شأن إحليلِ
أحتاج ياحرف من عمق الحشا نفسا
كي أسترد الأنا من بعد تحويل
أحتاج ألفا من الباقات تملؤني
مثل الهواتف آمالًا لتفعيلي
أحتاج ألف طبيبٍ كي يعالجني
أحتاج مليون جرّاحٍ لتحليلي
ما لي أنا إن أباح الحاكمون دمي
من دون ذنب ولا إبداء تعليلِ
ما لي إذا مزقوا الأوطان أو وهبوا
نفط الخليج العدى أو ثروة النيلِ
ما لي إذا مكيج الإعلام أحذية
حتى ترى أوجها من بعد تجميلِ
ما لي إذا صنعوا الإرهاب يقتلني
وحملوني ادعاءً وزر تقتيلِ
لا دخل لي أمركوا الإسلام أو عبدوا
نار المجوس بتدليسٍ وتضليلِ
إنْ أمّموا الدين والدنيا وإنْ زعموا
أنّ الإله هُمُ من أجل تكبيلي
مادام قائدنا المعتوه في دعةٍ
فليهلك الشعبُ جوعًا بعد تنكيلِ
يا آخر الصبر صار الليل مكتملًا
نحتاج فجرٍا جديدًا دون تأجيلِ
يا أجمل الصبر من بعد الدجى فرجٌ
صبحٌ يطلُّ يقينًا غير تخييلِ
خالد الشرافي - اليمن - 19 - ٨ - ٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق