رَجَـوْتُـكِ عُـودِي
========
رَجَوْتُـكِ يَا وَرْقَـاءُ لِـلصَّوْتِ جَـانِـبِـي
فَـصَـوْتُ بُـكَاكِ اليَـوْمَ بَيْنَ السَّحَـائِبِ
أَمِنْ فَـقْدِ إِلْـفٍ كَـانَ لِلْـقَـلْبِ حـَظُّـهُ
أَمِ البَـيْـنُ مَـضْـرُوبٌ بَـأَسْـوَاطِ لاهِبِ
هَزَزْتِ حَنِينَ القَلْبِ مِنْ لَـوْعَةِ الـنَّوَى
فَـذَابَ كَمِـثْـلِ الوُرْقِ يَـنَعَى لِصَاحِبِ
خَـطَـتِّ عَـلَى الأَيَّـامِ ظِـلاً مُـرَقَّــقـاً
بِـهِ الـذِّكْرُ مَحْفُوظٌ كَـوَشْمِ الصَّوَاحِبِ
فَلا الدَّمْعُ يَمْحُو الخَطَّ بَـلْ يَسْـتَـزِيدُهُ
يُـعِـيدُ بُـكَـاهُ الطـَّيْفَ بـَيْنَ المَضَارِبِ
ِ
نَـشَـدتُّـكِ يَا وَرْقَـاءُ كُفيِ عَنِ الأَسَى
بِـجُـرْحِ فُـؤَادِ الصَّـبِّ لَسْعُ العَقَـارِبِ
أَلا يَـا حَمَـامَ الـبَـيْنِ أَرَّقْتَ مُهْـجَـتِي
وَ لَـمْ تُـدْنِ مـَحْـبُوباً لِنَـيْـلِ المَطَالِبِ
عَزَفْتُ لُحُونَ الوَصْلِ وَ الوَصْلُ رَاحِـلٌ
وَ بِـتُّ أُنَـاجِي القُـرْبَ بَـيْنَ الغَوَارِبِ
فَلا الوَصْلُ وَافَى القَلْبَ فِي لَيْلِ هَمِّهِ
و أَضْحَى حَفِيفُ الـقُرْبِ بُعْدَ الكَوَاكِبِ
أَتَـبْـكِينَ إِلْفَ الدَّارِ ؛ فَالكُلُّ فِي البُكَا
وَ جِـيلٌ يَـجُـرُّ الجِـيلَ بَـيْـنَ النَّـوَائِبِ
يَشِيبُ فُؤَادُ الطِّـفْلِ مِنْ هَوْلِ مَا يَرَى
وَ يَـحْـمِـلُ هَمَّ الجُرْحِ بَـيْنَ المَـلاعِـبِ
نُـزُوحٌ وَ تَـغْـرِيبٌ وَ قَـصْـفٌ مُـدَمِّـرٌ
لإِخْـوَانِ دِيـنٍ يَـا لَـهَـوْلِ العـَجَـائِـبِ
وَ سَـجْنٌ وَ تَـيْـتِيمٌ وَ قَـيْـدٌ وَ ظُـلْـمَةٌ
لأَرْبَـابِ رُشْـدٍ وَ الـغُـوَاةُ بِـخَـاصِـبِ
تَـرَكْــنَـا عَـدُوَّ اللهِ يَـلْـهُـو بِـأَرْضِـنَـا
شَـحَـذْنَـا سُـيُوفَ الحِقْدِ بَينَ الأَقَارِبِ
نَصُـبُّ جَـحِيمَ الغِـلِّ يَـقْـتَـاتُ صَفْوَنَـا
وَ نَـرْمِي سِهَـامَ الغَـدْرِ بِيْنَ الـتَّرَائِبِ
أَمِنْ أَجْـلِ دُنْـيَـا نَـسـْتـَبِـيـحُ مَحَارِماً
وَ نَـسْـبَـحُ فِي نَـهْرِ الدِّمَـاءِ بِـقَـارِبِ
دِمِـشْقٌ وَ بَـغْدَادٌ وَ صَـنْعَا وَ قُدْسـُنَا
شَوَاهِدُ إِفْكِ العُرْب ِ؛ زَرْعُ المَـسَـالِبِ
أَجِـيـبِي أَيَـا وَرْقَـاءُ فَالحـُزْنُ هَـدَّنِي
أَفَـقْدُكِ أَمْ فَـقْدِي؟! لِـجُرْحِ النَّـوَاكِبِ
دَعَـانَـا رَسُـوُلُ اللهِ لِـلْـعِـزِّ نَعْـتَـلِي
فَـبِـتْـنَا بِسَـيْفِ الـذُّلِّ بَـيْنَ الخـَرَائِبِ
بِــوَعْـدٍ وَ إِيــعَـادٍ يُـرَقِّـقُ قَـلْـبَـنَــا
نَسِينَـا وَ عِشْنَا الوَهْمَ أَسْرَى الرَّغَائِبِ
فَـذَاكُـمُ مَـفْـتُـونٌ بِـخُـودٍ تَــقُــودُهُ
وَ هَـذَا بِـمَـالٍ صَارَ رَمـْزَ الـنَّـوَاهِـبِ
وَ ذَلِـكَ صِنْـدِيــدٌ لِـعَـرْشٍ يَـسُـوقُـهُ
فـَيَقْـتُلُ كُلَّ الشَّعْبِ خـُبْثُ الـثَّـعـَالِبِ
أَجِـيبِي أَيَـا وَرْقَـاء قَـدْ ذَابَ وَجْـهُـنَـا
فَـأَجْـيَـالُـنَـا تَـهْـوِي حُـضُورٌ كَغَـائِبِ
وَ يُقْضَى بِأَمْرِ العُرْبِ لَـمْ نُسْتَشَرْ بِـهِ
كَـأَنَّـا مِنَ الأَلْـعَـابِ بِـيْـنَ الحَقَـائِـبِ
أَيَـا أُمَّـةَ المُـخْـتَـارِ يَا غَـايَـةَ المُـنَى
رَجَـوْتُـكِ عُودِي اليَـوْمَ بـَيْنَ الكَـتَائِبِ
=======
عارف عاصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق