أسامة أبو العلا ... ما بال أمتنا
.......... (مَا بَالُ أُمَّتِنَا) ..........
"أَقْبَلْتَ يَاعِيدُ وَ الْأَحْزَانُ أَحْزَانُ"
وَ الْجُرْحُ يَنْكَؤُهُ بَغْيٌ وَ عُدْوَانُ
مَا بَالُ أُمَّتِنَا تَزْدَادُ مِحْنَتُهَا
وَ الظُّلْمُ يَجْلِدُهَا وَ السَّوْطُ نِيرَانُ
تَصِيحُ صَارِخَةً لَا أُذْنَ تَسْمَعُهَا
فَالْغَرْبُ فِي صَمَمٍ عَنْهَا وَ مَنْ خَانُوا
أَبْنَاؤُهَا كُثُرٌ لَكِنَّهُمْ فِرَقٌ
وَ الْخُلْفُ أَضْعَفَهُمْ وَ الْخَصْمُ إِخْوَانُ
فَمَنْ لَهَا بِصَلَاحِ الدِّينِ أَوْ قُطُزٍ
مِمَّنْ أَبَوْ ذُلَّهَا يَوْمًا وَ مَا لَانُوا
أَقْبَلْتَ يَا عِيدُ وَ الْآمَالُ ضَائِعَةٌ
فِي قَفْرِ شِدَّتِنَا وَ الْحُبُّ ظَمْآنُ
سَقْفُ الْأَمَانِي لَنَا مَأْوَىً وَ مُضْطَجَعٌ
بِمَسْكَنٍ لَا يَرَانَا فِيهِ إِنْسَانُ
يَاعِيدُ عَزِّ إِذَا لَاقَيْتَ عِزَّتَنَا
فَأَهْلُهَا رَحَلُوا أَوْ رُبَّمَا هَانُوا
يَا عِيدُ عُدتَ وَ مَا زَالَتْ كَرَامَتُنَا
فِي الْأَرْضِ مُهْدَرَةً ، فَالذُّلُّ أَلْوَانُ
قَتْلٌ وَ سَبْيٌ وَ تَشْرِيدٌ وَ لَيْسَ لَنَا
عَلَىٰ نَوَائِبِنَا فِي الْعُرْبِ أَعْوَانُ
يَا عِيدُ لَيْتَكَ بِالْأَحْبَابِ تَجْمَعُنَا
وَ حَوْلَنَا مِنْهُمُ أَهْلٌ وَ خُلَّانُ
أَقْبَلْتَ يَا عِيدُ وَ الْأَيْتَامُ فِي خِيَمٍ
وَ الْفَقْرُ وَ الْجُوعُ جِيرَانٌ وَ سُكَّانُ
وَ الْفرْحُ يَبْقَىٰ بَعِيدًا عَنْ مُخَيَّمِنَا
مُذْ وَدَّعَتْهُ لَنَا فِي الْحَرْبِ أَوْطَانُ
أَنَّىٰ تَسِرْ تَسْمَعِ الْخَيْمَاتِ بَاكِيَةً
مَا عَادَ فَيْهَا بِرَغْمِ الْعِيدِ جَذْلَانُ
مَاذَا سَأَكْتُبُ إِذْ بَاتَ الْمِدَادَ دَمِي
وَ الْحَالُ يَنْطِقُ وَ الْأَحْدَاثُ بُرْهَانُ
لَـٰكِنَّهُ قَدَرٌ للهِ قَدَّرَهُ
لِحِكْمَةٍ عَظُمَتْ فَاللهُ رَحْمَـٰنُ
وَ رُبَّمَا يَشْتَكِي الْمَفْلُوجُ مِنْ وَجَعٍ
تَحْتَ الطَّبِيبِ فَتَصْحُو مِنْهُ أَرْكَانُ
تَاللهِ إنَّ الَّذي يَأْتِي بِهِ قَدَرٌ
لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لَوْ أَضْنَى لَهُ شَانُ
______________________
أسامة أبوالعلا
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق