لا تَسَلْنِي
--------------
شعر الحسن عباس مسعود
--------------
لا تـسـلني عــن عـيـون لا تـسلْ
حــيـرت أنـظـارنا عـنـد الـجـبلْ
كـنـت فــي ذات مـسـاء شــاردا
بـيـنـمـا الـقـلـب يـغـنـي لــلأمـلْ
قـــد شــدا لـحـنا رقـيـقا حـالـما
بــيـن جـــو للـريـاحـين امـتـثلْ
والــربـا قـــد أيـنـعـت أزهـارهـا
ذاك وردٌ ذاك جــــــوريٌ وفُـــــلْ
وعــصـافـيـر تــداعــت فــوقـنـا
وحــمـام بـيـن وجـدانـي هَــدَلْ
ونــسـيـم فــــي رواح يـغـتـدي
وســكـون كـلـمـا مـــال اعـتـدلْ
فـــجــأة ألـفـيـتـهـا فـانـتـبـهـت
مـهجة مـن فـورها والسحر هَلّْ
لا أرى لـلـعقل سـتـرا عـن هـوى
كــــان لــلآفـاق ولّـــى وانـتـقـلْ
أرحــيـق أم نـــدى فـــي زهــرة
أم نـبـاتـات تــسـرت بـعـد طـلْ؟
لـيـس تـبـدي من بهاء لــــــونها
قــد تـخفت فـي حـياء وخـجلْ
ولأنــــي شــاعــر أدري الــهـوى
والـجمال الغض والحسن المثَلْ
أرعـــد الـشـعر قـريـضا عـارضـا
مــن بـيـان هــام قـولا وارتـحلْ
فـيـهـما يبدو لســـان تائهـــــــا
يـشرب الرائي كؤوسا من عسلْ
والـذي قـد خـاض أنـهار الـهوى
هـربـت مـنـه الـقوافي والـجُمَلْ
كــان يـبـدو مـن سـماء صـفوها
وسـحاب فـوق أشـجاني هـَطَلْ
جــــاء عــطــر وربــيـع ســاحـر
ألـبس الأغصان من أبهى الحُللْ
قـلـت يـومـا لـفـؤادي صـف لـها
حـبنا الـطاغي فـما انفك ارتجلْ
أيــن؟ واسـتـفهامه كـيـف؟ بـدا
من؟ وماذا؟ ولماذا ؟كم؟ وهَلْ؟
حـيـث نـادانـا هـواهـا قــم بـنـا
نـسبق الهيجاء في درب الغزلْ
أي لــــون كــــان يــبـدو رائــعـا
وبـديـعـا فـــي أهـازيـــج الأُوَلْ
وكــــأنــــي بــــغــــزال تــــائـــه
يـركض الـغاب سريعا في وَجَلْ
بـيـنـما الآهـــات فــي دهـشـتها
كـان يـمضي كسراب ورحـــــلْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق