لُبنان
دَمْعةٌ في مُقلة عروس :
على خُيوط الهوَى تَنثالُ أشْجانُ
ومِن حُروف الجوَى تنداحُ شُطآنُ
إذا أطلَّتْ فبَدْرٌ يعتليْ أفُقا
وإنْ أفاقتْ فضَوءُ الشمسَ عنوانُ
وذاتِ خِصْرٍ هضيم الكشْح ضامرةٍ
كأنَّها من دِقَاق الغِيد صنوانُ
بِها من الوجْد ما لو بُثَّ في ملَأٍ
لفاحَ منها عناقيدٌ ورمّانُ
تُعاقِر العشْقَ لم تفتأ تُخادِنُه
فهام في عشْقها جِنٌّ وإنْسانُ
يَفنى الزمانُ ولا تفنَى مَحاسنُها
كأنها في مِدار المشتري بانُ
مرَّتْ عليها سُرى العُذّال ما ضَعُفتْ
ولا استكانتْ وفي العَلْيا لها شانُ
وكم يُحاوِلُ مأجورٌ ليسلُبَها
ذاك الشموخَ فيستوليه خُسْرانُ
على ثَراها صنوفُ الأرْز راسِخة
ما هزَّها حاقدٌ يوماً وخَوَّانُ
واليومَ حاول أهْلُ الكيد أنْ يئدوا
أنفاسَها بانفجار ثارَ بركانُ
فماتَ من أجْله خلْقٌ ذوو عدَد
وذابَ من هوله صَخرٌ وأبدانُ
بها يخَيِّمُ همُّ الكون قاطبةً
فقلبُها مُوجَعٌ تعلوه أحزانُ
تثورُ من مُقلتَيها أدْمعٌ جُرِحَتْ
مِن سيرها في دروب البؤسِ أوْجانُ
إنْ تسألوني فمنْ هذي العَروسُ أقُلْ :
بنتُ الجَمال وهذا الاسم لُبنانُ .
بقلم الشاعر
أبي رواحة عبدالله بن عيسى الموري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق