.....(حِوار الشام مع مقدسي).....
ولَقدْ مَرَرْتُ على الشآمِ بليلةٍ
والموتُ يُمطَرُ بالقنابِلِ منْ عَلِ
والرَّوضُ يُحرَقُ والغزاةُ بأرضِها
لا الصُّبحُ جاءَ ولا اللَّيالي تَنجلي
تبكي الشآمُ ودمعُها مُتَرقرِقٌ
دَمعُ الإباءِ بطرفِها لم ينزلِ
فسألتُها والنبضُ يُرهِقُ خَافقِي
أينَ الأحبَّة في الزمانِ الأوَّلِ
ِِ
قد جاوَبتْني والدُّموعُ بِمقلَتي
صَعُبَ الجوابُ وليتني لم أَسأَلِ
قالت صََحابكََ في المقابِر قدْ جَثَوا
قَد حُرِّقوا من غدرِ خِسٍّ أرذَلِ
ونِساءهمْ من بعدِهم قد هُجِّرتْ
والغيدُ أمستْ تحتَ نَيْرِ القسطَلِ
خُنٌّ غَشومٌ لا يُراعي إِلَّةً
بالنارِ يَحرِقُ أو بغازِ الخردَلِ
هذي الشآمُ دمُ الصَّحابةِ عِطرُها
قد حُرِّرَت باسمِ النبيِّ المُرسَل
فيها المشارقُ والمَغاربُ عُزوةٌ
وَبها الجنوبُ إخاءُهُ للشَّمألِ
يا زهرةَ التاريخ يا رمزَ الفِدى
عُذراً جوابكِ كالجبالِ بِكاهلي
مَدَّت يديها مثل أمي في الصِّباَ
مَسَحَتْ دُموعي يا فَتىً لا تَوجلِ
جازى المصائبَ كل خيرٍ ربنا
كَشَفَتْ صَحابي في هُمومٍ تبتلي
نظرتْ إلي وبسمة في وجهِها
اسمع كلامي يا فتى لا تعجَلِ
عندي وصايا من قديمٍ خيرها
خيِّمْ بأرضِكَ مُتْ بها لا تَرْحَلِ
إني أنا والقُدسُ دوماً توأَمٌ
لا تأتِنا إلاَّ بِزَحفِ الجَحْفَلِ
قلمي/سعود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق