يا دامع العين
قصيدة
الدكتور محمد القصاص
الأحد : 1 سبتمبر ٢٠٢٠
يا دامعَ العينِ كيفَ الدَّمعُ ينهمــرُ *** هذي مآقيكَ لا تُبقِي ولا تَـــــــــذَرُ
لما اقتَرَبْتُ من الأجفانِ أمسحها *** وَيْحي تعثَّرَ فيها الدَّمْعُ والنظــــرُ
تُبَّاً لِحَظِّي ما أقسَاك يا قـــــــدريٍ *** انا انتهينا فنُورُ العينِ يَنْحَسَــــــرُ
يا قلبُ حَسْبُكَ لا تحيا بلا أمَــــلٍ *** بعد التأمُّلِ كل الكون يُحتصرُ
منذُ التقينا وهذا الهم يقتلُنِـــــي *** منك المَعَرَّةُ يا دنيايَ والكَــــــــدَرُ
امضِي بِحَقكِ يا دنياي لا أسَفَـــاً *** امضِي بحقكِ ما للنفسَ منتصرُ
ويحٌ لمثليَ إنْ زلتْ به قــــدم *** يا عالمَ الغيبِ ما يقضي لنا القـدرُ
لا أشْغل البالَ يوم البأس من سغبٍ *** في ذروةِ البؤسِ كاد القلبُ ينفطرُ
شَتَّانَ يا قلب فالآمال نطلبُهــــــــا *** بينَ النَّقيضينِ لم يُقْضَ بها الوَطَرُ
ما ذا جنيتُ فهذا البينُ يَتبعنـــــي *** ماذا جنيتُ وماذا بعدُ أنْتَظِــــــــرُ
لله درُّكِ ما أقسَاكِ من زمــــــن *** أنَّى اتَّجَهْتِ ففيك الخَوْفُ والحذرُ
نحيا مع التِّيهِ بل نشقى فيقتُلنــا *** منه الهموم وما تأتي به النُـــــذرُ
إني نذرتُكِ في دُنيايَ أغْنِيَــــــــةً *** يا سَوأةَ الحَظِّ بئس اللحنُ والوَتَرُ
من أيِّ طينٍ أعد اللهُ مضغتَهـا *** منه الطهورٌ ومنه البعص محْتَقَرُ
الشاعر الدكتور محمد القصاص - الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق