روضة الأنجم ..
هَواهَا دوائِي إنْ مَرِضتُ وبلسمي
أراها كما الأذكار تجري على فمي
رباها أهازيجُ الغرامِ وسِحرُها
وَصِيعُ عصافيرِ الهوى المترنّم
فمنْ عانقَ الأنسام غازلَ وحيها
ومن يعشق الزيتون ليس بمعدمِ
بلادي على الأزمان قصّة عاشقٍ
وفيها ابتدا الحبّ العفيف بزمزمِ
بلادي رواها السابقون بحبِّهم
ونالتْ منَ الرحمن حَوبَة مريمِ
وكانتْ ديار الفاتحين بما مضى
وقبلةَ منْ حَجُّوا وكلّ مُتيَّمِ
بلادي عيون العاشقين وعشقهم
ولَمَّة عدنانٍ ودارة جُرهُمِ
فليس من المعقولِ نعمِي عيوننا
ونحن على الاسلامِ نحيا وننتمي
فكيف ينامُ المرء والشام دُمِّرتْ
وكيف يلوكُ الناس حنطة أعجمِ
وكيف تباع الارض والقدس دونها
وكانت على الايام روضة أنجمِ
فيا ويح منْ لا يستميت لأجلها
ويا ويل من رام الغزاة ليحتمِي
ولا خير في من لا يجود بماله
ويدفع عنها إنْ تطلَّب بالدمِ
فهذي بلادي والشعوب كما ترى
على سنّة الغابات دانوا لمجرمِ
وقلبي حزينٌ والحنينُ يحيطه
ولا تنفعُ الأوطان حُرقةُ مغرمِ
فإنْ تدفعُ الأحزان ظُلمةَ ظالمٍ
فقد تمنعُ الدمعات عضَّة أرقمِ
وإن تجمع الأشعار فاقد بعضه
فقد تُشبعُ المحروم دعوة مُولِمِ
دعاني هُيامِي والبلاد أسيرةٌ
فكيف أشمُّ الياسمين بمأتمِ
وكيف أبوحُ الشعر من لُجَجِ النوى
وهَلَّا تفوح العطرَ نارُ جهنَّمِ
ويكفي بأنّي ذقتُ منْ وحيها هوىً
لِأزرعها ورداً فيحصده دمي
وكم لَمَعتْ في أحرفي وقصيدتي
مصابيح عشقٍ للعروبةِ تنتمي…
حسن خطاب… سورية جرجناز
(وصيعُ)صوت العصافير وصغارها معاً…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق