مجاراة بيتي الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه
***************
(أين الملوك التي كانت مسلطنة
حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
* * *
فكم مدائن في الآفاق قد بنيت
أمست خرابا وأفنى الموت أهليها)
* * *
أين المقوقسُ في أقباطه ملكًا
أين الهرقلُ وأين الفرس بانيها
* * *
فرعون هامانُه قارون إذ ملكوا
سلطان مصرَ فما دامت لراعيها
* * *
أين الجبابرةُ الأُقوى وعزّهمُ
أضحت رفاةً لداع الموت مُمسيها
* * *
عزُّوا فظنّوا بأنّ الجاهَ يُخلِدهم
بذي الديار مدًى بل أُقبِروا فيها
* * *
والله قد عبَروا كالطَّرف إذ لمَحت
فاسأل لذلك نوحًا كيف يُحصيها
* * *
خمسون عامًا مضت من بعد تسع مئهْ
كداخل الباب دهرًا ثمّ يُقصيها
* * *
لم يُولها الخالِق الجبار قدر بعو..
... ضة إذا عظمت ما عزّ ساقيها
* * *
لكنّها ساعةٌ تمضي على عجلٍ
قصيرةٌ كلُّها الرّحمنُ فانيها
* * *
دنيا تنوء بما أقدارنا منحت
أكان بالخير أم بالشرّ نأتيها
* * *
تدول أيامنا الولهى بفطرتها
لا شيء يبقى على حال بما فيها
* * *
فيا مقيمًا بظلٍّ زائلٍ أبدًا
اعمُرْ صحائفك اليمنى وروّيها
* * *
صومَا وصلِّ بجوف الليل مبتهلًا
واضرعْ لربِّك في السّاعات تُمليها
* * *
واسكبْ دموعًا لدى الغفّار منكسرًا
عينٌ بكت لا تمسُّ النّارُ باكيها
* * *
فاغفرْ إلهي ذنوبًا أنت تعلمها
أنت المُقيل لعثْراتي فتُوريها
* * *
ثمّ الصّلاة على المختار سيِّدنا
ما أشرقت بسماءٍ شمسُ باريها
البسيط
العامرية النجدية

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق