خفقة البندول
لم أعتقدْ يوماً بأنَّ نجومها
بدويةٌ تلكَ السماءُ ودانيةْ
حتى رأيتكِ مرةً فوجدتها
مرآةَ مثلكِ من حسانِ الباديةْ
ورأيتُ طيفَ الشمسِ في عليائهِ
قبساً تألقَ من عيونٍ حانيةْ
في كبرياءِ النورِ تسعى هاهنا
كلُّ احتمالاتِ الجمالِ الآتية
والظلُّ في رملِ الغديرِ مشاكسٌ
يدعو شعاعَ الشمسِ أنَّكِ ماضيةْ
والماءُ من بين الأصابعِ نابعٌ
يلقي تراتيلُ الخشوعِ السامية
وعلى خدودِ الوردِ تلمعُ بسمةٌ
من ألفِ عامٍ في انتظاركِ باكية
يا أيها العبقُ المسافر في دمي
فيكِ اكتمالُ الحرفِ دَرُّ القافية
وعلى ضفافِ العينِ تسكنُ رحلتي
حيناً تداعبها الرموشِ الغافية
يا منحةَ التاريخِ أنتِ مواطني
وأنا حدودُ بلادكِ المترامية
وأنا المسافاتُ التى قد جابها
سفرُ المحبِّ إلى المراسي النائية
وأنااحتراقُ الوجدِ بين دفاتري
وأنا جراحاتُ الحروفِ الدامية
يا من عبرتِ على متونِ قصائدي
كلُّ الحروفِ بدونِ قربكِِ بالية
فأنا وأنتِ حرائقٌ لا تنطفي
إلَّا وتشعلها رياحٌ عاتية
تقتاتني كرغيفِ خبزٍ يابسٍ
كلُّ الفصولِ على رياضي ساجية
ولقد رسمتكِ في خريطةِ أحرفي
كلِّ المنابعِ والمياهِ الجارية
ودعوتكِ الأمطارَ فوقَ معاقلي
وجعلتُ أوديتي لغيثكِ آنية
أنا حفقةُ البندولُ في صلواتهِ
ولكم دعوتكِ كي تكوني الثانية
عوض الزمزمي
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق