فاجمع همومك...بقلم الشاعر ...عارف عاصي

فَـاجـْمـَعْ هُـمُـومَـك

===========

فِـي كُـلِّ قَـلْـبٍ لِـلْـمُـنَى تَـرْنِـيـمُ

وَ مُـنَـايَ فِي أَعْلَى الـنُّجُومِ تـُقِـيمُ

دَعْ عَـنْـكَ قِشْراً قَـدْ تَـلَوَّنَ خَـادِعـاً

وَ الْـزَمْ صَـدُوقـاً بِـالـعَـلاءِ يَـهِـيـمُ

الـدَّارُ خَـادِعَــةٌ تَـبُـثُّ حَــبَــائِــلاً

وَ الغِـرُّ صَـيْـدٌ وَ الشِّـبَـاكُ تَـحُـومُ

كَمْ مِنْ سَرَابٍ بِتُّ أَسْـعَى خَـلْـفـَهُ

فَـإِذَاهُ مِنْ خَـلْـفِ الـبَـرِيقِ وُهُـومُ

لَـكِنْ جَـمَال الـكَـوْنِ يـُبْـهِرُ أَعْـيُـناً

فِـي رُوحِـهَـا سِرُّ الجَـمَـالِ يَـدُومُ

وَ الصُّـبْحُ أَسْفَرَ لَـيْسَ يُنْـكِرُ ضَوْءَهُ

إِلا كَـفِـيـفٌ بِـالـظَّـلامِ مُــقِــيــمُ

وَ الزَّهْرُ يَنْشُرُ لِلْقُـلُوبِ مِنَ الشَّذَى

يُـحْيِي الأُنُـوفَ ؛ يَشُمُّهَا المَزْكُـومُ

وَ الـطَّـيْـرُ تَـرْنِـيـمٌ يَـرِقُّ غِـنَــاؤُهُ

نَـفْـحاً لِـهَـاتِـيـكَ الـتِّــلالِ يَــرُومُ

تَعِبَ الجَمَـالُ إِذِ الـبَصَـائِرُ أَظْـلَمَتْ

فَـتَـضُـمُّـهَـا رَغْمَ الضِّـيَـاءِ سُـدُومُ

اللهُ قَـدْ خَـلَـقَ الـجَـمَـالَ لِـعِـبْـرَةٍ

وَ تَـفَـكُّـرٍ فِـيـهِ الـقُـلُـوبُ تَـعُـومُ

يَـا عَاشِقَ الحَسْـنَـاءِ أَتْمِمْ مَهْـرَهَـا

لِـلْـحُـسْنِ حَـقٌّ قَـالَـهُ الـتَّـقْـيِـيـمُ

أَوَ تَطْـلُبُ الحَسْـنـَاءَ دُونَ بِـِضَـاعَـةٍ

وَهْمُ الـنَّـؤُومِ عَـنِ الـعَـلاءِ قَـدِيـمُ

تَمْضِي الحـَيَـاةُ بِحُـلْوِهَـا وَ بِمُـرِّهَا

فَـا غـْنَمْ حَـيَاتَـكَ فَـالزَّمَـانُ غَـرِيـمُ

فِي سَاعَةٍ دَقَّـتْ نَـوَاقِـيسُ الـرَّدَى

لا يَـنْـفَـعُ الـتَّـأخِـيرُ وَ الـتَّـقْـدِيـمُ

فَـاجْمَعْ هُـمُومَكَ لِلْجِـنَـانِ وَ ظـِلِّهَا

فَـلَهَا الهُـمُومُ عَـلَى المَـرَارِ نَعِـيمُ

حُـورٌ هُـنَـالِـكَ أَيْـنَ أَيْـنَ حَـبِـيبُـهَا

فِي نِـعـْمَـةٍ لا تَـنْـقَـضِي وَ تَـدُومُ

وَ الـخَـمْرُ فِـيهَـا لَـذَّةٌ مَـمْـنُوحَـةٌ 

لِـلـشَّـارِبِـينَ وَ نِـعْـمَ نِـعْـمَ نَـدِيمُ

فَـاسْـأَلْ إِلَـهَ الَـكَوْنِ خَـلاقَ الوَرَى

وَ الْـزَمْ بِـقَــلْــبِــكَ إِنَّـهُ لَـكَـرِيـمُ

يَمْحُو المَسَـاوِئَ يُـبْـدِلَـنَّ ظَـلامَهَـا

فِـإِذَا الـمَـعَـائِـبُ كُـلُّـهَـا تَـكْـرِيـمُ

لَمْ أَجْنِ فِي سَـفَرِي حَصَاداً نَـافـِعاً

وَ الـكَـفُّ خُـلْـوٌ يَـحْـتَـوِيـهِ وُجُـومُ

إِنِّي أَتَـيْـتُـكَ طَـامِـعـاً فِي رَحْـمَـةٍ

وَ أَنَــا فَـقِـيـرٌ تَـكْـتَـوِيـهِ هُـمُـومُ

كَـثُرَتْ عَلى طُولِ الطَّرِيقِ مَسَالِبِي

وَ خِـتَـامُ عَـبْْـدِكَ بِـالـرَّجَـا مَخْـتُومُ

فَارْفَعْ إِلَـهِي عَنْ عُـبَـيدِكَ شِـقْـوَةً

إِنِّي بِخـَوْفِي فِي الـدُّنَى مـَكْـلُـومُ

إِنْ لَـمْ يَـكُنْ غََضـَبٌ عَـلَيَّ فَـإِنَّـنِـي

فِـي الأَرْضِ ظِـلٌّ بِالجِـنَـانِ يُـقِـيـمُ

=========

عارف عاصي