{ من صفاء يدي }
روِّضْ عُيونَكَ واحذرْ رعشةَ العُقدِ
إياك تيها يردُّ فرحة الرَّغدِ
تبكي طويلا وتُسقى كأسَ حنظلِها
حتى تراه على فيضٍ من النَّكدِ
الصَّدرُ يُحنقُ والآهاتُ سابحةٌ
تروي الأنينَ زفيرَ الصَّمتِ والكمدِ
دعِ البغيضَ ولا تقربْ لِحامِله
إنَّ البلاءَ إذا أصغيتَ للرُّصدِ
تشدو به عُصبةُ الأحقادِ تنثُرُه
بين العيونِ له عزفٌ من الصَّلدِ
لا تأخُذنَّك نزوى من له هتفوا
قلْ للوفاءِ أنا ما بعتُ مُرتشدي
حتى ولو غابت الأفراحُ عن ولهي
مهما تغنَّى فلن يهواه مُعتقدي
إنِّي نصحتك فاقبلْ قولَ ناصحتي
ما قلتُ إلاَّ ضياءً عدَّه خلدي
لستُ الذي من حنايا الفخرِ يكتبُها
ما شلتُ كِبرا ولا في الظَّنِّ مُنتشدي
أبرأتُ حرفي فلا وهمٌ على قلمي
اسألْ عليَّ فما في العين من رمَدِ
والله إنِّي على حُبٍّ تودَّعني
سطَّرتُ فيها كريما من صفاءِ يدي
---- عبدالرزاق الرواشدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق