كَـفَى الـتَّـذَبْـذُبُ==========
مِنَ سَهْمِ لَحْظِكِ اَمْسَى القَلْبُ بِالمِحَنِ
وَالرُّوحُ وَلْهَى لِفَتْكٍ حَلَّ بِالبَدَنِ
مِنْ أَيِّ بُـعْدٍ يَـعُودُ اللَّحْنُ مُـنْـتَشِياً
لِيَـغْمِرَ الـرُّوحَ بِالأَوْجَاعِ وَ الحَزَنِ
وَ يُسْهِرُ الـنَّجْمَ فِـي لـيْـلٍ يُـرَاوِدُهُ
عَن الهُـمُومِ وَكَـمْ تَـسْعَى بِلا رَسَـنِ
وَ مَا تَـغَيَّـرَ خفَّـاقِي وَ قَدْ أَخَذَتْ
مِنْهُ السِّهَامُ بَقَايَا الخُطْوِ ؛ تَسْرِقُنِي
وَ كُـلُّ ذِكْـرَى لَـهَا رُكْنٌ يُـهَدْهِـدُهَـا
لا يَعْرِفُ الـقَـلْبُ غَيْرَ الحُبِّ لا الإِحَنِ
اُجَادِلُ الـنَّـفْسَ وَ الأَشْوَاقُ غَامِرَةٌ
وَ فِي المَـنَـافِي سَرَابٌ يّسْتّبِي مُدُنِي
وَ كَمْ أُسَافِـرُ فِيكََ العُمْرَ مُـنْـبَـهِراً
اَسْتَعْذِبُ السَّيْرَ رَغْمَ الشَّوْكِ يُـثْقِـلُنِي
أُنَـاغِمُ الوَجْدَ فِي الأَحْشَاءِ مُؤْتَـزِراً
بِمَا تَـبَـقَّى مِنَ الأَشْوَاقِ تَـأْسِرُنِـي
وَ أُبْصِرُ الأُفْقَ فِي عَيْـنَـيْكِ مُـتَّسِعاً
كَـأنَّـهُ الـكَوْنُ فَوْقَ الـهَمِّ وَ الحَزَنِ
و أَنْشُدُ الوَصْلَ ؛ هَلْ رِيٌّ بِقَـاحِلَتِي
وَ صِرْتُ فِـيـهِ كَـبَـحَّارٍ بَـلا سُفُنِ
أَضَعْتُ كُـلَّ المَجَادِيفَ التِي ضَرَبَتْ
وَجْهاً لِـمَوْجٍ بِعَرْضِ البَحْرِ يَضْرِبُـنِي
وَ أُبْصِرُ الشَّطَّ عَنْ عَيْـنَيَ مُبْـتَعِداً
هَلْ يُسْرِعُ القَارِبُ المَثْقُوبُ يُنْقِذِنِي
أُرَاجِعُ الدَّفْـتَرَ المَـقْلُوبَ أَسْأَلُهُ
عَنْ ذِكْـرَيَاتٍ تُـعَزِّينِي عَلَى وَهَنِي
فَـأَلْمَحُ الدَّمْعَ فِي عَيْنَيهِ مُنْدَفِقاً
يَبْـكِي تَوَلِي شَبَـابٍ فَاتَ لِي شَجَنِي
وَ يُرْسِلُ الدَّفْتَرَ المَغْلُوبُ شَكْوَتَـه
هَلْ بَعْدِ شَيْبِ جَثَا ؛ مِنْ قُوَّةِ الـبَدَنِ
فَعِشْ عَلَى الذِّكْرِ لا حُبٌّ وَ لا وَلَـهٍ
وَ رَدِّدِ الشَّدْوَ فِي صَمْتٍ كَـمُفْـتَـتَنِ
هُنَا اللَّـيَالِـي تَـكِرُّ العُمْرَ فِي نَـزَقٍ
لِـتَهْرُبَ الرُّوحُ لِلأَوْجَاعِ مِنْ زَمَنِي
يَا أَيُّـهَـا القَـلْبُ عِشْ بِالـنُّورِ مُنْشَرِحاً
كَـفَى اِرْتِـطَاماً فَمَا قَدْ مَرَّ أَرَّقَنِي
هُنَا اِرْتِـيَاحٌ عَلَى الأَكْوَانِ مُنْبَسِطٌ
وَالقَحْلُ رَوْضٌ جَمِيلُ الزَّهْرِ وَالغُصُنِ
وَ سَـبِّـحِ اللهَ وَسْطَ الخَطْبِ مُدَّكِراً
أَنَّ الـرِّضَا رَحْمَةٌ كَـالنُّورِ فِي الدُّجُنِ
وَ عِشْ مَعَ الـكَوْنِ كَـالأَطْيَارِ مُنْـتَشِياً
إِنَّ الـرُّبَى لِـلَّـذِي يَـعْـلُـو عَلَى الفِـتَنِ
يَا ابْـنَ الضِّيَاءِ فَلا تَـرْكَنْ إِلَى ظُـلَمٍ
فَـتُطْفِئِ الرُّوحَ بَعْدَ الـنُّـورِ كَالسُّنَـنِ
عِشْ بِالـهُدَى فِي سُمُوقٍ آَنَ مَوْعِـدُهُ
كَـفَى الـتَّذَبْذُبَ فِي ثَوْبٍ مِنَ الـوَهَنِ
========
عارف عاصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق