الخريفتغنَّى الطيرُ محزوناً كئيباً
على فنن ٍ بلا ظِلّ ٍ وُريف ِ
تَحِتُّ الريحُ أوراقاً عِجافاً
تُكوِّمُها على جَنْب ِ الرَّصيف ِ
فلايبقى سِوى حطب ٍ تَعرَّى
من الأوراق ِ في فصل ِالخريف ِ
ذوَى فيض ُالجمال ِوصار َ عَصفاً
وبانَتْ سَوأةُ الجسَد ِ الضّعيف ِ
عُروق ٌ في الأشاجِع ِ ناشزات ٍ
تُريْكَ تقادُم الزّمن ِالعنيف ِ
وطَيَّات ٌ كأنَّ الجِلد َ أضْحَى
كبيراً عن مَقاسات ِ الكُتوف ِ
على الخَدَّين ِ مُعترك ٌ رَهيب ٌ
جرَى بينَ الشّبيبة ِوالحُتوف ِ
تجَلَّى للسنين ِ النصرُ فيها
فتختَرِمُ السَّمينَ إلى النّحيف ِ
وخَيلُ الدَّهر ِ دوماً عادياتٌ
بِدُهْم ٍ ثُم بِيض ٍ في زَفيف ِ
تَعاقبَت ِ اللّيالي في اطِّراد ٍ
تُقرِّبُنا الى قُطن ٍ ولِيف ِ
وتُخرجُنا الى لَحد ٍ وَدود ٍ
وتهِدم ُ روعةِ القَصر ِ المُنيف ِ
فلا تُسلِمْ قِيادَكَ لليالِي
تُمنيْك َ الأماني كالعَسِيف ِ
وخُذ من صالح ِالأعمال ِ زاداً
وتلكَ شمائل ُ الزَّول ِ الحَصيف ِ
سعيدٌ من رأى دنياه غُرمَاً
فغادَرهَا على حِمل ٍ خَفيف ِ
ولم يَحفَل بِلذّات ٍ تداعَتْ
على الشَّهوَات ِ دانية َ القطُوف ِ
أهان َالنَّفسَ تأدِيباً وقَسرَاً
على أمَل ٍ من الباري وخَوف ِ
بحر الوافر
بقلمي
فواز محمد سليمان
وريف : واسع ممتد ، تحِت ّ : تنزع تجرد الغصن ،
الاشاجع : اعصاب ظاهر الكف ،تخترم : تهلك ،
زفيف : بريق ،العسيف : الاجير المستهان به ،الزول : الكيّس الفطن ، الحصيف : العاقل ، غرما : عبئا ثقيلا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق