الشعر والخريف
١-دعوا قلبي فإنَّ القلب شابا
فلا يجدي. ربيعُ العمر ذابا
٢-وإنْ يهفو فهل يجديهِ شوقٌ
ومافي القلبِ قد أبلى الشبابا
٣-شبابٌ كان مختالا بأمسي
ربيعُ العمر أشرقَ ثم غابا
٤-ربيعُ العمر ولَّى دونَ عَوْدٍ
وأذكرهُ فأزدادُ اغترابا
٥-وكم أرجوهُ يأتي دون وعي
فيأبَى العودَ أزداد اضطرابا
٦-يعيش الأمسُ طيفا في خيالي
وأدنو منه يفقدني الصوابا
٧-ويبقى الأمس في قلبي صداهُ
كأني منه أزدادُ اقترابا
٨-وندمانُ الشباب صدَى ربيعٍ
وكأسُ الودِّ بالأصحابِ طابا
٩-وكان الناسُ أجملَ في عيوني
وغيدُ البيد زينتِ الحجابا
١٠-كأن الغيدَ حورٌ من جِنانٍ
كساهنَّ الحياءُ سنا شهابا
١١-كأن الأمس يحضرني أراهُ
أرى الأحباب فيه والصحابا
١٢-وأسعد حين أذكرهم بقلبي
وأحياهم إذا ما الوعي غابا
١٣-أنامن بعض أمس. عشت فيهِ
الوذ به إذا ما الدهر عابا
١٤-وأشرفُ أنني مجنون ليلى
وليلَى الأمسِ تعلوني انتسابا
١٥-وخيرٌ لي حياة لست أشتهيها
لدى أمس توارى ثم آبا
١٦-أناابن الأمس والأشعار زادي
أخاف اليوم التحف السرابا
١٧-أعيش الأمس والأطلال بعضي
وأخشى اليوم أحياهُ ارتيابا
١٨-ولي في القبر أحبابّ تواروْا
إذا ناديتُ ألفيهم ترابا
١٩-أناخ الدهرُ مركبهم فغابوا
وبيتُ الدودِخ البسهم ثيابا
٢٠-وصار القلب مسكنهم جميعا
يئن القلب ينتحب انتحابا
٢١-أناجي الأمس إنه في فؤادي
أناديه وخلته قد أجابا
٢٢-ولم أرَ مثلَ موتِ الإلف داءً
ولا مثلَ المحب له مُصابا
٢٣-صروفُ الدهرِ أقدارٌ توالتْ
بأمرِ اللهِ. من وضعَ الكتابا
٢٤-وما في الغيبِ مكتوبٌ سيأتي
وما نخشاهُ يقتربُ اقترابا
#٢٥-ونستثنيهِ جهلا لا نبالي
وكأسَ الموتِ نشربهُ ارتعابا
٢٦-وكم عشتُ الحياةَ وذقتُ فيها
كؤوسَ المرِّ قدكانتْ عقابا
٢٧-لأني قد عشقت الوهم دهرا
فما نلت الأمانيَّ العذابا
٢٨-وكم كان التمني سرَّ قهري
وقد صار التشاؤم لي غرابا
٢٩-ومانلتُ المطالب بالتمني
وكم كابدتُ في الدنيا العذابا
٣٠-وقد كنتُ الأسيرَ لحسن ظني
وكم صدَّقتُ أوهاما كِذابا
٣١وكم عانقتُ أطيافا بشعري
وكنتُ كأنني اجتزتُ السحابا
٣٢-ولي في الأمنيات خيالُ شعرٍ
جعلتُ من الجمال له ركابا
٣٣-وكم عشتُ الحياةَ سبيَّ قلبي
فكان الشعر للإحساس بابا
٣٤-وبالإحساس كم غازلتُ ليلَى
وقيسُ الشعرِ لا يدري الصوابا
٣٥-وكم عاتبتُ في الأشعار قيسا
وقيس الشعر كم يهوَى العتابا
٣٦-وبالأشعار أنسى ماأعاني
أظن الوهمَ شهدا مُسْتَطابا
٣٧-ويأخذني الحنينُ إلى قديمٍ
إلى حيث الربيعُ هواهُ طابا
٣٨-إلى حيثُ الحبائبُ حين كانوا
على الأهوال أفئدةً عصابا
٣٩-وأذكر حينَ سادَ الدينُ فينا
على الأعداءِ تلقانا الذئابا
٤٠-وكان الغير يخشانا لأنا
نخافُ اللهَ لا نخشى الكلابا
٤١-وكان الحقُّ ديدَننا جميعا
وكنا العُرْبَ نجتاحُ الصعابا
٤٢-وكنا في الوغى أُسْدا نشامَى
ولا نخشَى المنيةَ والعقابا
٤٣-ألا ليتَ الأحبةَ لم تغادرْ
وليتَ الأمسَ بالأحباب آبا
٤٤-لكنتُ بنيتُ بالأحباب صرحا
به الأحلام عانقتٌ السحابا
٤٥-وكنتُ نثرتُ بالأشعارِ حلمي
كضوءِ الشمسِ يخترقُ القبابا
٤٦-ومالي في الحياةِ سوى التمني
وأغفو حالما أرجو السرابا
٤٧-وتسبقني المشاعرُ لستُ أدري
وقلبي عاشقٌ وهما فذابا
الطائر المهاجر
د. ممدوح نظيم طملاي في:
٢٢/ ١١/ ٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق