أَقْوَاسُ نَصْرِي تُـنَادِي=============
يَـا قَلْبُ مَالَـكَ وَ الأحْدَاثُ تَضْطَّرِمُ
وَالجُـرْحُ مَاضٍ وُمُـا بِالهَمِّ مُـنْصَرَمُ
دَاوَيْتُ جُرْحاً فَقَامَ الجُرْحُ يَنْكَؤُنِي
يَسُوقُهُ الخِـنْجَرُ المَسْمُومُ وَ الأَلَــمُ
مَـاذَا تَـبَقَّى لِيـُبْـكِي المَرْءَ فَي زَمَنٍ
بَـاعَ الضِّيَـاءَ فَحَلَّ اللَّـيْلُ وَ الظُّـلَمُ
وَالصَّوْتُ يَدْوِي بِبُومِ الشّؤْمِ يَنْهَرُنِي
كَيْفَ الفِكَاكُ وَكُـلِّي اليَوْمَ مـُنْفَصِمُ
لا الظِّلُّ لا الرَوْضُ لا اﻷَزْهَارُ تُؤْنِسُنِي
تَشَـابَـهَ الـلَّوْنُ فَـاﻷَوْجَـاعُ تَـلْـتـَهِـمُ
وَالطـَّيْرُ فِي غُصْنِهِ يَشْدُو عَلى فَنَنٍ
صَـارَ الـغِـنَـاءُ أَنِـينـاً شَـابَـهُ الـنَّـغَمُ
وَالنَّايُ صَوْتٌ يُوَاسِي القَلْبَ فِي كَمَدٍ
وَ الرُّوحُ لَـهْفَىَ وَكَوْنِي عَمَّهُ السَّقَمُ
مَا كُـنْتُ أَشْكُو جِرَاحِي إِنَّـنِي رَجُلٌ
فَوْقَ الشِّكَايَـةِ جُرْحِي العُمْرَ يَنْكَتِمُ
لَـكِـنَّـهـَا أُمَّـتِـي جُـرْحٌ بِـخَـاصِـرَتِـي
أَبِـيـتُ مِـنْـهَـا ذَبِـيـحـاً هَـدَّهُ الأَلَــمُ
أُعَـلِّلُ النَّـفْسَ فِي آَتٍ عََلَى مَضَضٍ
وَ أَرْسُـمُ الأُفْقَ رَوْضاً زَانَـهُ النَّـسَـمُ
وَتُخْرِجُ الأَرْضُ فِي الأَحْلامِ أَنْهُرَهَا
فَـيَرْتَـوِي الرَّوْضُ وَاﻷَوْرَاقُ تَـلْـتَئِمُ
وَمَا الخَرِيفُ لِـيَـعْوِي بَـيْنَ أَظْـهُرِهَا
جَـمَـالُـهَـا نَـفْـحَـةٌ مَا مَسَّـهَـا وَصَـمُ
مَـا كُـنْـتُ أَحْسَبُ لِـلأَيَـامِ دَوْرَتَـهَـا
قَدِ اِسْتَوَى دَاخِلِي المَوْجُودُ وَالعَدَمُ
قَدْ كُـنْتُ أَعـْلُو جِرَاحاً كَالجِبَالِ هَوَتْ
وَ مَا اِرْتَـكَسْتُ وَ عَهْدِي قَاطِعٌ حَسِمُ
لَـكِـنَّ قَـلْبِي الَّـذِي لِـلْـعِزِّّ مُـرْتَـهَـنٌ
قَـدْ فَــتَّــتُــهُ لَــيَـالٍ بَـدْرُهَـا وَجِـمُ
رَأَيْتُ قُدْسِي وَكُلُّ الكَوْنِ فَي سَفَهٍ
وَ الأَقْـرَبُـونَ تَـوَلَّـوْا. عَهْـدُهُمْ خَرِمُ
وَ فِـي الـشَّـآَمِ دِمَـاءٌ لا خَـفَـاءَ لَـهَـا
وَالكُـلُّ مِنْ حَوْلِـهَا بِـيعَتْ بِهِمْ ذِمَمُ
يَا مَنْ يُنَادِي اِبْـتِسَاماً.مَنْ يُـذَكِّرُنِي
أمْساً عَرِيقـاً طَوَاهُ البُـعْـدُ وَ القِدَمُ
فَعُـدْ بِسَـيْفٍ فَصِيحٍ قَام مـُنْـتَشِـياً
فَـأَنْطَقَ الحَقَّ وَ ازْدَانَـتْ لَـهُ الـكَـلِمُ
أَعِدْ عَـلـِيّـاً وَ عَـمْرواً وَ اﻹِبَـاءُ بِـهِـمْ
وَقْعُ الخُيُولِ. فَحَارَ العُرْبُ والعَجَمُ
أَعِدْ رَشِيدَ الهُـدَى بِالـدِّينِ مُـؤْتَـزِراً
وَ حُرَّةً صَانَـهَـا بِالجَـيْـشِ مُعْـتَصِمُ
تَـكَـامَلَ البَـدْرُ فِي أَحْضَانِ عِزَّتِـنَـا
وَالغَـيْمُ غَادٍ وَ قَدْ نَـادَتْ بِنَا الـنـِّعَمُ
كَمِ اسـْتَـشَـاطَ بِقَـلْـبِي هَـمُّ أُمَّـتِـنَـا
وَالرُّوحُ نَشْوَى وَصَوْتُ البَغْي مُنْهَزِمُ
رُدِّي قُـلُوباً هَفَتْ مِنْ لَـيْلِ كُـرْبَـتِـهَا
وَ نَحِّـهَـا عَـنْ شِجَـارٍ بَـاتَ يَحْـتَدِمُ
عُودِي لِدِيـنٍ بِـهِ عَـدْلٌ وَ مَـرْحَـمَـةٌ
وَ الـكُـلُّ فِي ظِـلِّـهِ بِـالكُـلِّ يَـلْـتَحِمُ
أَقْوَاسُ نَصْرِي تُنَادِي مِنْ وَرَاءِ دُجَى
وَ تَـرْفَعُ الـرَّايَ أَيْـنَ الحَـاذِقُ الفَهِمُ
=======
عارف عاصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق