.....
صـوابُكِ مـنذُ الـبدءِ يَـعْمَهُ فـي الخَطَا
ودربُــك مـنـذُ الـسـيرِ عـاثـرةُ الـخُـطَا
ومـــازالَ لـلـمـجهولِ جـهـلُكَ راكـضًــا
ومـا زلتَ في اللا رُشْـدِ تمضي تَخَبُّطَا
فـيـالـكَ مِـنْ شَـعْـبٍ تَــأبَّــطَ غَـيَّــهُ
فـمــا قــادَهُ الإحـبـاطُ إلا لِأَحْـبَــطَـا (١)
رُؤاكَ بِـــلا وعْـيٍ و حـاديْـكَ أحْــوَلٌ
و زادُكَ مَـقـطـوعٌ و ظـهـرُكَ مُـمْـتَطى
فـلا لـك صـوتٌ فـي الأنامِ و لا صدًى
و لا لـك حَـيْزٌ فـي الـوُجودِ و لا غِـطَا
أَفِــقْ أيُّـهَا الـمَوْهُوْمُ بـالفَهْمِ واسْـتَعِدْ
وُجُودَكَ من مَنْفَى الوُجودِ المُحَـنَّـطَـا (٢)
لـقد صِرتَ للأمثالِ في الجهلِ مَضْرِبًا
وأصـبحتَ لـلأطماعِ مـرسًى ومَـهَبِطَا
تَـنَـاوَشُكَ الـرَّايـاتُ مِــنْ كُــلِّ جـانـبٍ
وتـنـجح بـالأهــدافِ فْـيـك مُـخَـطَّطَا
و أنــتَ الــذي أوقَـفْـتَ نـفـسَكَ بـغلةً
لـمَـنْ يَـمِـتَطِيْهَا أو حِــذَاءً لـمَـنْ خَـطَا
تُـسَـاقُ كـقـطعانِ الـمواشيْ لـمَنْ دعـا
وتنشَطُ في تحقيقِ مَسْعَـاهُ كـالـقَـطَـا (٣)
فـلـم أرَ فــي الأنـعـامِ مـثـلَك سُـخْـرَةً
تـقـادُ بــلا قُــوتٍ وتُـعـطِيْ بــلا عَـطَـا
ولـــو أنَّ ربِّـــيْ لـــم يُـفَـضِّـلْ بِـخَـلْقِهِ
عـلـى غـيْـرِهِ الإنـسـانَ قَـدْرًا و سـلَّطَا
لَـخِـلتُكَ مـمسوخًا عـلى هـيئةِ الـورى
بـما أغـضبَ الـباريْ عـليكَ و أسـخَطَا
أجــلْ أنــتَ إنـسـانٌ وإنْ كـنـتَ دُونَـهُ
بـذنـبكَ فــي الـتصنيفِ قـدرًا وأثْـبَطَا
فـقـد خـصَّـكَ الـرَّحـمانُ جــلَّ جـلالُـهُ
بـعـقلٍ لِـتَـمْيِيْزِ الـصَّـوابِ مِــنَ الـخَطَا
و لـــو لـــم يَــشَـأْكَ اللهُ حُــرًا مُـكَـرَّمًا
لــســوَّاك بَــغــلًا أو حِــمَــارًا مُـنَـقَّـطَـا
إلامَ سـتـبـقـى فـــي ضــلالِـكَ تـائِـهًـا
بـــلادُكَ فـيـئٌ لـلـغريبِ و مَــنْ سَـطَـا
تــحَـرَّرْ مــنْ الـجـهلِ الَّــذِي رانَ لـيـلُهُ
عــلـيـكَ عُــقُــودًا بـالـجُـمـودِ وثـبَّـطَـا
بـــلادُكَ لـــم تـخـلـقْ لـغـيرِكَ ، لاتــدعْ
ثَـــراهــا مَـــدَاسًــا لــلـغـزاةِ ومُــتَّـطَـا
بــــلادُك مــــلآى بـالـسَّـعادةِ مـوطـِنًـا
وارضْـــكَ حُـبـلـى بـالـكنوزِ و بـالـعَطَا
..................
هامش
(١) لِأَحبَطَا : أَحْبَطَ اسم ممنوع من الصرف فجُرَّ بالفتحة
(٢) المحنَّطا : نعت لوجودك منصوب بالفتحة
(٣) القطا : جمع قطاة وهو نوع من اليمام
،ويقال قَطَا الْمَاشِي إذا قَارَبَ فِي مَشْيِهِ مَعَ نَشَاطٍ
20/12/2020م
---------------------
محمد صالح العبدلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق