كَـفَـى الـتَّـغَـرُّبَ=========
دَقَقْتُ بَابَ الهَوَى بِالرُّوحِ وَالحَدَقِ
فَأُرْسِلَ الصَّوْتُ بَيْنَ الفَجْرِ وَالغَسَقِ
وٍأَرْقُبُ الصَّبْحَ هَلْ يَأْتِي بِمَسْأَلَتِي
لأَنْشُر َالعِطْرَ بَيْنَ المِسْكِ وَ الحَبَقِ
أُرَدِّدُ الشَّدْوَ مِثْلَ الطَّيْرِ مُـنْـتَشِياً
يَجُودُ بِاللَّحْـنِ حَـتَّى آَخِرِ الرَّمَقِ
هَاتِي رَهَامَ الـنَّدَى يَغْفُو بِقَافِرَتِي
فَـرُبَّ تُـنْـبِتُ بَـعْدَ المَحَلَ بِالـغَـدَقِ
فَالغَـيْمُ جَفَّ وَمَا غَيْمِي بِمَـاطِرِنِي
و عِشْتُ أَرْنُو لِمَا قَدْ جَادَ مِنْ وَدَقِ
وَكَمْ أُنَادِي وَصَوْتِي بَـاتَ مُضطَّرِباً
أُهْدِي نِدِائِيَ فَوْقَ السُّحْبِ وَالطُّرُقِ
فَهَلْ عَلَى الصَّوْتِ رَقَّ العُمْرُ مُسْتَمِعٌ
مَا أَوْجَعَ الوَصْلِ فِي دَانٍ وَ مُفْـتَرَقِ
مَا أَوْجَـعَ الوَصْلِ فِي قَـلْبٍ يَرَاوِدُهُ
يَعِـيشُ فِـيـهِ بِحُـبِّ الحَالِـمِ الـنَّـزِقِ
جَفَّتْ سَوَاقٍ وَمَا رَوَّتَ جَـوَانِحَـنَـا
وَ الجَـفْنُ ثَـرٌ بِمَاءِ الـعَـيْنِ مُـنْـدَفِـقِ
مَـالِـي أُرَدِّدُ أَلْـحَــانـاً قَـدِ اِنْـدَثَـرَتْ
أَعِيشُ فِيهَا بِعَـيْشِ الوَاهِمِ الخَرِقِ
كَـأَنَّـنِي فِي سُـكُونِ الـكَوْنِ أُغْـنِـيَةً
مَلَّتْ نِدَاءَ الأَسَى فِي لَحْـنِهَا العَبِقِ
فَـمَـنْ لِـقَـلْبٍ هَوَى وَالـتِّـيهُ يَـأْسِرُهُ
وَ الـقَـيْدُ كَـبَّـلَـهُ فِـي رِقِّـهِ الحَـمِـقِ
أَفِقْ فَمَا الـقَلْبُ إِلا الوَخْزُ يَسْـكُـنُهُ
كَفَى اِغْتِرَاباً وَ عُدْ بِالرُّوحِ مِنْ نَفَقِ
كَـفَى اِغْتِرَاباً فَدُنْـيَا الـمَـرْءِ فَانِـيَةٌ
وَالـزَّادُ فِـيهَا اِرْتِـقَاءٌ نَحْوَ مُنْـعَـتَقِ
هُنَا اِتِّسَاعُ المَدَى وَ الأُفْقُ فِي أَلَـقٍ
فَـدَعْ سَرَاباً غَـدَا بِالـرُّوحِ فِي رَهَقِ
عِشِ الرَّبِيعَ كَـمَا الأَغْصَانُ شَامِخَةٌ
وَ خَلِّ لِـلْـبُـؤْسِ تِـيهاً طَـيَّ مُـنْـزَلَـقِ
وَ عُدْ لِـرَبِّ الوَرَى بِالدَّمْعِ مُرْتَـجِـياً
فَـوْزاً كَـرِيماً يُجِـيرُ الـعَـبْدَ مِنْ أَرَقِ
هُوَ الرَّحِـيمُ الَّذِي تَـرْجَى نَـوَائِـلُـهُ
فَـيَرْفَعُ الذَّنْبَ عَنْ جَانٍ وَعَنْ خَفِقِ
فَـثِـقْ بِـرَبِّـكَ فِي عُـسْرٍ وَ مَـيْـسَـرَةٍ
فَاللهُ يَحْفَظُ عَبْدَا مِنَ لَظَى الحُرَقِ
وَ لَـتَـلْـزَمِ الـبَـابَ رِقّـاً رُبَّ مُبْـكِـيَةٍ
تَـأْتِي بِفَتْحٍ سَـعِـيدٍ فَـوَزَ مُسْـتَـبِقِ
فَاللهُ يَـرْفَـعُ مَـنْ بِـالـحُـبِّ يَطْـلُـبُـهُ
فَدَعْ نَجَاوَى الهَوَىَ حِبْراً عَلَى وَرَقِ
هُنَاكَ تَحْلُو الدُّنَى مِنْ بَعْدِمَا مَرَّتْ
فَـذُقْ مَـدَاهَـا جَـمَـالاً بَـعْدَ مُنْـغَـلَقِ
وَ رَتِّـلِ الوَصْلَ وَ الأَكْـوَانُ شَاهِدَةٌ
كَفَى التَّغَرُّبَ يَا ابْنَ الطِّينِ وَالعَلَقِ
========
عارف عاصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق