مــــــــــأدبـــــــــة الــــــفــــــنــــــاء
أعـاقـر الـكـأس مــرا لـيس أحـيانا
وأجـــرع الـصـبر والآهــات أزمـانـا
وقـد كـسيت الـذي مـا كنت ألبسه
مـــرقــع رث مـــــا تــحــتـه بـــانــا
وفــي عــراء أبـات الـليل فـي ألـم
أضـمـد الـجـرح أو أقـتات حـرمانا
أكـابـد الـجوع بـالتسويف مـعتقدا
بـــأن زادي غــدا يـأتـي فـمـا كـانـا
أقـــارع الـرعـب بـالإكـبار مـرتـجيا
ضـياء شمس يحيل الخوف إيمانا
أصـافح الـموت مـن هـم ومن كدر
أحـدث الـنفس عـن تـأريخ مـوتانا
فــراقـد الـعـز إن مــر الأبــاة بـهـم
تـفـاخر الـركب دهـرا عـند مـمشانا
أمـاجد الأرض مـا ذلـوا ولا ركـعوا
عـاشوا غـزاة وفـي الظلماء رهبانا
أقــاول الــروح كــي تـبقى مـعلقة
بــذات فـجـر عـليه الـليل قـد رانـا
تـرافـقت فــي دروبــي كــل نـائبة
وصـرت لـلحرب والـطغيان قـربانا
أكفكف الدمع عن خدي قد رسمت
بــهـا الـتـجاعيد والأوجــاع ألـوانـا
أعـاقر الـكأس بـالإكراه فـي وطـن
غــزاه ركـب يـرى الإيـمان طـغيانا
يــرى الـتـنائي جـهـادا لا مـثيل لـه
وقـاد جـيشا بـكاس الـبغي سكرانا
فــمـا لـكـأسي إذا مــروا بـمـائدتي
تـسيل دمـعي لـيبقى الـذئب مـولانا
سـئمت مـوتي عـلى أبـواب مـأدبة
تـذيـق روحــي عـناء بـل وطـغيانا
الـشاعر/محمد الـشدوفي الـربادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق