السبت، 13 مارس 2021

هلْ لي بهذا الوجد – بقلم – محمد القصاص


 هلْ لي بهذا الوجد

قصيدة – مهداة إلى قطعة من فؤادي – 

بقلم – محمد القصاص


هلْ لي بهذا الوَجدِ من مُتَبَصِّــرٍ *** يَمْحُو ذُنُوبَ العَاشقينَ وَيَغْفِــــرُ

يَجلـو الهُمومَ تَوَجُّعي وتَصَـبُّرِي *** وبخافقي يَنمو الأنينُ ويَكْبُـــــرُ

امضي إلى السمار يجمعنا الهوى *** سنة الكرى بالكاد قد تستنسر

أفدي العُيونَ السَّاجِيَاتِ بمقلتــي *** في كلِّ يومٍ قد تَراكَ وتُبْصـــــرُ

هبَّتْ نسائمُ عِطْرِها مَجْنُونَـــــةٌ *** تمشي على جُنْحِ الأثيرِ وتَسْهَـرُ 

فمتى عَشِقْتُ من المُحَالِ جَفاؤهَا  *** عِشْقُ الجَمالِ ، بِكلَّ يومٍ يَكْبُــرُ 

مالي أرى بالرِّمش سَهْما قاتــــلا *** جَيشٌ مع الأسياف جـاءَ يُزمجـرُ

إني فديتكِ بالوتينِ ترفقـــــــي *** قل الفِدا والحُرُّ لا يتَحيَّــــــــــرُ

أفديكِ يا حبِّي بكل جَوارحِــــي *** وبُكلِّ غالٍ أستطيع وأقْـــدِرُ

عُذرا فطيفُ الحُبِّ جاءَ يزورُني *** يوما يُغالبُهُ الغَرامُ فيُعْـــــــــــذرُ

يا وَيْح قلبي إن يقابل طيفهَـا *** فالثغرُ يجلو بالرِّضَابِ ويُسْفِــرُ

والشَّعْرُ يقبلَ مُرْسِلا أمْوَاجَـــــهُ *** يعلو الجَبين جلالُـهُ والمَنْحَـــــرُ

والأنفُ أقنى لا يداعبه النــــدى *** والرِّيقُ شهد قد يذوب فيُسْكَّـــرُ

شَفَتانِ تحلو باللَّمى إنْ ذاقَهَــا  *** غِـرٌّ تَخَبَّطَ بالجُنونُ مـعْـثـــــــرُ

والجفن هَاجِم بالسِّهامِ لواحِظِــي *** فمتى أصَابَتْ من عظامي تَنْخُـرُ  

يا للنواعِسِ ما فَعَلْتِ بِعَاشِـــقٍ *** يمسى على شَطِّ اللواحظ يبْحِــرُ

يا زهْرةً تُسري إليَّ بروْحِهــــــا *** والطيف يَفتِكُ بالعيونِ ويسحـــرُ

فإذا مُحِبُّكِ بالعذابِ مجنـــدل *** والقلبُ يُثقله الأنين وَيَزْخَـــــرُ

عهدا قطعتُ أصونهُ لا ينثنـي  ***  أني مطيع أمره فليأمُــــــرُ

أمضي وغاية مبتغاي ورغبتي *** أني بدربي للحبيبِ فأظفـــــر

امضي إلى حبي كأنبل غاية *** أمشي الهوينا والردى يتقهقر

رغمَ المسافاتِ التي قد باعدتْ *** بيني وبينكِ لن أخاف فأحْــــذَرُ 

صَحْراءُ ما بيني وبينِكِ بينها *** شَطٌّ يباعدنِي ومَوْجٌ يَقهـــــــــرُ

فغدوتُ بالآمالِ مرهونـــا على *** شَوق يقرِّبُني وآخَرُ يَدْحَــــــــرُ

عيناكِ لا تبكِ فَدمْعُكِ باهـــــض *** لا تحزني فالحُزْنُ عندك يبهــــرُ

أنتِ الحبيبةُ فَتَّحَتْ أزهارَهَـــا *** في كل ركن قد تَعيشُ وتُـزهــرُ


الدكتور محمد القصاص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق