هلْ لي بهذا الوجد
قصيدة – مهداة إلى قطعة من فؤادي –
بقلم – محمد القصاص
هلْ لي بهذا الوَجدِ من مُتَبَصِّــرٍ *** يَمْحُو ذُنُوبَ العَاشقينَ وَيَغْفِــــرُ
يَجلـو الهُمومَ تَوَجُّعي وتَصَـبُّرِي *** وبخافقي يَنمو الأنينُ ويَكْبُـــــرُ
امضي إلى السمار يجمعنا الهوى *** سنة الكرى بالكاد قد تستنسر
أفدي العُيونَ السَّاجِيَاتِ بمقلتــي *** في كلِّ يومٍ قد تَراكَ وتُبْصـــــرُ
هبَّتْ نسائمُ عِطْرِها مَجْنُونَـــــةٌ *** تمشي على جُنْحِ الأثيرِ وتَسْهَـرُ
فمتى عَشِقْتُ من المُحَالِ جَفاؤهَا *** عِشْقُ الجَمالِ ، بِكلَّ يومٍ يَكْبُــرُ
مالي أرى بالرِّمش سَهْما قاتــــلا *** جَيشٌ مع الأسياف جـاءَ يُزمجـرُ
إني فديتكِ بالوتينِ ترفقـــــــي *** قل الفِدا والحُرُّ لا يتَحيَّــــــــــرُ
أفديكِ يا حبِّي بكل جَوارحِــــي *** وبُكلِّ غالٍ أستطيع وأقْـــدِرُ
عُذرا فطيفُ الحُبِّ جاءَ يزورُني *** يوما يُغالبُهُ الغَرامُ فيُعْـــــــــــذرُ
يا وَيْح قلبي إن يقابل طيفهَـا *** فالثغرُ يجلو بالرِّضَابِ ويُسْفِــرُ
والشَّعْرُ يقبلَ مُرْسِلا أمْوَاجَـــــهُ *** يعلو الجَبين جلالُـهُ والمَنْحَـــــرُ
والأنفُ أقنى لا يداعبه النــــدى *** والرِّيقُ شهد قد يذوب فيُسْكَّـــرُ
شَفَتانِ تحلو باللَّمى إنْ ذاقَهَــا *** غِـرٌّ تَخَبَّطَ بالجُنونُ مـعْـثـــــــرُ
والجفن هَاجِم بالسِّهامِ لواحِظِــي *** فمتى أصَابَتْ من عظامي تَنْخُـرُ
يا للنواعِسِ ما فَعَلْتِ بِعَاشِـــقٍ *** يمسى على شَطِّ اللواحظ يبْحِــرُ
يا زهْرةً تُسري إليَّ بروْحِهــــــا *** والطيف يَفتِكُ بالعيونِ ويسحـــرُ
فإذا مُحِبُّكِ بالعذابِ مجنـــدل *** والقلبُ يُثقله الأنين وَيَزْخَـــــرُ
عهدا قطعتُ أصونهُ لا ينثنـي *** أني مطيع أمره فليأمُــــــرُ
أمضي وغاية مبتغاي ورغبتي *** أني بدربي للحبيبِ فأظفـــــر
امضي إلى حبي كأنبل غاية *** أمشي الهوينا والردى يتقهقر
رغمَ المسافاتِ التي قد باعدتْ *** بيني وبينكِ لن أخاف فأحْــــذَرُ
صَحْراءُ ما بيني وبينِكِ بينها *** شَطٌّ يباعدنِي ومَوْجٌ يَقهـــــــــرُ
فغدوتُ بالآمالِ مرهونـــا على *** شَوق يقرِّبُني وآخَرُ يَدْحَــــــــرُ
عيناكِ لا تبكِ فَدمْعُكِ باهـــــض *** لا تحزني فالحُزْنُ عندك يبهــــرُ
أنتِ الحبيبةُ فَتَّحَتْ أزهارَهَـــا *** في كل ركن قد تَعيشُ وتُـزهــرُ
الدكتور محمد القصاص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق