إلى أبوديس.... أمّييا بلدةً يهفو إليها خافقي
تسري إليَّ طيوفُها ألِقاتِ
وطفولتي درَجَتْ تعلّمتُ الخطى
والأمُّ قادَتْني بِذي الجَنَباتِ
فيها تعلّمتُ الكلامَ ولثْغَتي
كانت مجالاً يبعثُ البسَماتِ
فالرّاءُ حرفٌ لا سبيلَ لِنُطْقِهِ
إلّا كلامٍ غيَّرَتْ كلِماتي
وعرفتُ أنَّ أبي أديبٌ شاعِرٌ
ويصوغُ لي الأنغامَ كالنّاياتِ
لولو ليالي والكُنى كم نُوِّعَتْ
وأراهُ نحوي حانِيَ النّظراتِ
والأمُّ ما فَتِئتْ تُنَوِّرُ عُشَّنا
في خُضرةِ العينينِ سرُّ حياتي
ودخلتُ مدرستي وكم أحبَبْتُها
فالعلمُ يطرُدُ حالِكَ الظُّلُماتِ
نورٌ على نورٍ ويبسمُ أفقُنا
وبناتُ صفّي أنضرُ الزَّهَراتِ
قد علّموني أنَّ أرضي ههُنا
نالتْ كثيراً من سنى البَرَكاتِ
فالقدسُ جارتُنا وعَزَّ مُجاوِرٌ
لِلْمَسجدِ الأقصى سَمَتْ خَلَجاتي
وقرأتُ آياتِ الكتابِ فطابَ لي
ديني ويَهديني إلى الخيراتِ
أبُديسُ أنتِ الأمُّ أنتِ حبيبتي
لكنْ بعُدتُ تشعَّبَت طُرُقاتي
فمتى أعودُ متى سَيُدْحَرُ خَصْمُنا
وتَرِفُّ راياتٌ معَ النّسَماتِ
شعر ليلى عريقات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق