. رَسُولَ اللّٰهِ ضَاقَتْ مَخَارِجِي. للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز
الشُّعَيْبي
حَيَاتُكَ بَيْنَ الْعَالَمِينَ مَنَاحِلُ
وَذِكْرُكَ عِنْدَ الْخَاشِعِينَ مَنَاهِلُ
وَإنْ رُفِعَ الأَذَانُ ذِكْرُكَ مَاثِلٌ
وَإنْ لَمْ يَكُنْ مَقْرُونَ فِيهِ فَبَاطِلُ
وَمَسْرَاكَ مَشْهُودٌ إلَى الْمَسْجِدِ الَّذِي
عَرَجْتَ وَفِي السَّبْعِ الطِّبَاقِ مَشَاعِلُ
أَمِينٌ عَلَيْنَا مَا تَرَكْتَ وَإنَّمَا
تَرَكْتَ كِتَابَ اللهِ فِيهِ دَلَائِلُ
وَسُنَّةَ خَيْرِ الْخَلْقِ يَجْرِي كِلَاهُمَا
كَمَا الشَّمْسُ تَجْرِي ، وَالْمَسَارُ مَرَاحِلُ
فَإنْ هِيَ بَانَتْ هَاهُنَا فَلِأَنَّهَا
عَلَىٰ غَيْرِنَا قَدْ غَيَّبَتْهَا الْمَنَازِلُ
وَمَا أُمَّةُ الْإسْلَامِ إلَّا عَوَالِمٌ
بِحَارٌ وَلٰكِنْ لَيْسَ فِيهَا سَوَاحِلُ
وَمَا هِيَ إلَّا جَنَّةٌ عِنْدَ رَبْوَةٍ
يُمَاطِرُهَا طَلٌّ وَإِلاّ فَ(وَابِلُ )
— — —
أَتَيْتُكَ حَبْواً كَيْ تَرُدَّ حُشَاشَتِي
عِراقِيَّةً طَالَتْ عَلَيَّ الْمَعَاوِلُ
أَرَى كُلَّ مَنْ حَوْلِي عَلَيَّ تَكَشَّرَتْ
نَواجِذُهُ وَاسْتَصْغَرَتْني الْقَبَائِلُ
إذا حَانَ وِرْدُ الْمَاءِ تَأْتِي جِمالُهُمْ
خِمَاصَاً فَلَا تَعْدُوهُ إلَّا حَوَامِلُ
وَلِي إِبِلٌ تَأْتِي عَطَاشَىٰ وَتَرْتَمِي
وَتَصْدُرُ مِن رَّمْضَائِها تَتَحَامَلُ
وَكُنْتُ كَمَاءِ الْمُزْنِ أَرْوِي غَلِيلَهُمْ
وَكَالدُّرِّ مَكْنُونٍ رَمَتْهُ السَّواحِلُ
وَكَانَتْ لِعَزْمِي في النُّفُوسِ مَهَابَةٌ
وَعَقْلِي لَهُ بَيْنَ الْفُنُونِ مَغَازِلُ
فَلَمَّاانْحَنَىٰ ظَهْرِي وَضَاقَتْ مَخَارِجِي
وَعَقْلِي ذَوَىٰ قَدْ قَطَّعَتْهُ الْحَبَائِلُ
تَقَاسَمَني الْأَدْنَوْنَ حَوْلِي وَلَيْتَهُمْ
غُزَاةٌ مِنْ الْأَعْدَاءِ غَارُوا وَنَازَلُوا
لَقَدْ جَعَلُوا ثَوْبَ الْعُرُوبَةِ سُبَّةً
وَثَوْبَ بَنِي الْإسْلامِ عَاراً يُعَامَلُ
وَسَامُوهُ بِالْإرْهابِ ظُلْمَاً وَغِيلَةً
وَبِالجَّهْلِ أَحْياناً وَمَا فِيهِ عَاقِلُ
وَقَدْ أَخْطَأَ التَّارِيخُ إِذْ قَالَ إنَّهُمْ
مُلُوكٌ إذا سَاسُوا كِرَامٌ مَنَاهِلُ
فَهُمْ حُفْنَةُ الصَّحْراءِ كَانُوا رُعَاتَها
فَبَادُوا وَأَبْلَتْهُمْ دُهُورٌ أَوَائِلُ
— — —
رَسُولَ الْهُدَىٰ مُذْ كُنْتَ كُنَّا عَلَى الْهُدَىٰ
وَبَعْدَكَ ضِعْنَا قَطَّعَتْنَا الْمَجَاهِلُ
أَتَتْكَ رَسُولَ اللهِ مِنِّي رَسَائِلُ
وَحَمَّلَنِي شَعْبٌ إِلَيْكَ وَسَائِلُ
أَتَيْتُكَ مِنْ بَغْدَادَ أَشْكُو خَرَابَهَا
عَلَىٰ كَفِّ عِفْرِيتٍ أَرَاهَا تُقَاتِلُ
وَقَدْ كُنْتُ كَالْبَدْرِ الَّذِي فِي تَمَامِهِ
فَأَصْبَحْتُ كَالْعُرْجُونِ لا يَتَكَامَلُ
وَكَانَتْ لِبَيْتِي فِي الرُّصَافَةِ هَيْبَةٌ
له مِنْ عُلُومِ الْأَوَّلِينَ مَحَافِل ُ
وَكَانَتْ إذا في مَغْرِبِ الأَرْضِ أَمْطَرَتْ
فَمِنْ رَيْعِهَا لِلْمُسْلِمِينَ حَوَاصِلُ
تَلَاشَتْ وَأَضْحَتْ كَالْخَيَالِ ، وَمَا بَقَىٰ
خَجُولٌ ، فَهَلْ يُرْضِيكَ مَا هُوَ ضَاحِلُ
وَبَيٌتُ قَصِيدِي إنْ ذَكَرْتُكَ يَنْحَنِي
لِأَنَّ فُؤادِي عَنْ مَقَامِكَ غَافِلُ
تَنَاثَرَتِ الْأَلْفَاظُ كَيْفَ أَصُوغُهَا
إِلَيْكَ كَحُكْمِ الْفَرْضِ وَهِيَ نَوَافِلُ
فَخُذْنِي وَدَعْ قَبْرِي جِوَارَكَ يَحْتَمِي
فَلِي مُهَجٌ تَبْكِي عَلَيْهَا الْعَوَاذِلُ
.............................................
معاني الكلمات
———————
مَنَاحِلُ: جمع مَنْحَلَة : مكان تربية النَّحل خاصّة للحصول على العسل
مَناهِلُ : جمع منهل ، ويعني مورد الماء.
مَشْهُود :يَستحِقّ الذِّكْر، لا يُنْسى.
رَبْوة : مكان مرتفع .
الطَّلُّ : المَطَر الخفيفُ .
الوابِلُ : المطر الغزير .
الحُشَاشَةُ : بَقِيَّة الرُّوح.
النَّواجِذُ : التي تلي الأَنْيابَ، وقيل: هي الأَضراس.
خِماصَاً : ضامرة البَطْن ، ليس في بطونها شيئ .
الحبائلُ : الخدائع ، جمع خديعة وتعني المكر والتضليل .
حَوَامل: ممتلئة البطون .
الرَّمْضَاء : أرضٌ أو حجارة حميت من شدة وقع الشَّمس عليها .
الأَدْنَوْنَ : جمع أّدْنى، وهو الأقرب.
السُّبَّة : العارُ.
غِيلَة : إغتيال ، خديعة.
حُفْنَة: ملءُ الكفّ أو ملءُ الكفّين من أيّ شيء.
المَجَاهِلُ : الّتي لا يُهتدى فيها .
العُتْمَةُ : ظُلْمَةُ الليل.
عِفْرِيت :الخبيث - الماكر-الداهية .
العُرْجُون: العِذْق ، ما يحملُ التَّمْرَ ، وهو من النَّخْل كالعنقودِ من العنب.
بيتي : المقصود به بيت الحكمة وهيَ أول دار علمية أقيمت في عمر الحضارة الإسلامية، أُسِّسَت في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، واتُّخذَ من بغداد مقراً لها.
حَواصل: جمع حاصِل ، وحاصِلُ الحَقْلِ : مَحْصولُ إِنْتاجِه، غَلَّتُهُ
خَجُول: الشعور بالحرج أو الخزي، شُعور مؤلم يسبِّبه الشعور بالذنب.
ضَاحِلُ : قليل الماء .
الفَرْضُ : هو العمل الواجب على المسلم المكلف أن يعمله، فتاركه يأثم، وفاعله يؤجر.
نَوافِلُ : جمع نافلة وهي ما زاد على الفَرض .
مُهَج : جمع مُهْجة ، والمُهْجَةُ من كلِّ شىءِ : خالِصُه .
...........................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق