فساطيط الهوى*****
يا طَعْمَ ريقِكَ كَالنَّدى الْمَكْثورِ
هَبْهُ تَزاوَرَ عَنْ أَنا الْمَسْحورِ
*
مَنْ جَسَّ نَبْضُ الْقَلْبِ فَنَّ قَريضِهِ
ذا حَرْفُهُ مِنْ طِرسِكَ الْمَسْطورِ
*
يا حُلْمَ أَضْغاثِ الْوِصالِ كَأَنَّها
لَيلُ الْبَنَفْسَجِ في اللَّمى الْمَسْجورِ
*
مَهْما تَهِنْ عَ النّاسِ أُبْقِكِ غالياً
طَبْعي يَلوذُ بِطَبْعِكَ الْمَبْرورِ
*
مَا اعْتَدْتُ إلّا بَيْنَنا مِنْ زاجِلٍ
هَيْهاتَ أَنْتَ ظُلامَتي وَحُبوري
*
********
*
يا طَيْفَكَ الْآتي مِنَ اللِّيْلِ الدَّجِيْ
كَمْ حاقَ بِي في غُرْبَتي وَنُفوري
*
هَيّأْتَني مِنْ كَرْمِ حَنْوِكَ أَقْتَني
وَتَرَكْتَ ذا الْمَحْرومَ كَالْمَيْسورِ
*
فَهَجَرْتُ مِنْ حَولي فَساطيطَ الْهَوى
وَاخْتَرْتُ فارَسَ حُبِّكَ الْمَغْرورِ
*
*******
*
كَيْفَ السَّبيلُ إِلى كُنى أَوْصافِهِ
وَالْوَصْفُ يُخْجِلُهُ سَنا الْيَعْفورِ
*
هُوَ آيَةٌ تُتْلى عَلى شَمْسِ الضُّحى
أَنا دَمْعَةٌ في لَيْلِيَ الْمَكْدورِ
*
هُوَ مُعْجَمٌ يَبْتَزُّ أَسْرارَ الرُّقى
أَنَا فارِقٌ في أَلْفِهِ الْمَهْجورِ
*
طُوْبى خَليَّ الْقَلْبِ في غَفْواتِهِ
لا الْفِكْرُ يَشْغِلُهُ كَما الْمَبْطورِ
*
لا السَّهْرُ يُؤْرِقُهُ وَلا لَوْعُ الضَّنى
كَالنَّهْرِ في إِغْفائِهِ الْمَسْكورِ
*
لِلهِ دَرُّ مَنِ احْتَوَتْ لَوْنَ السَّما
عَيْناهُ رَغْمَ زُلالِها الْمَقْرورِ
*
أَخْشى إِذا أَسْقَيْتُهُ جامَ الْجَنى
تُودِي بِهِ يَوماً إِلى الْمَحْذورِ
*
*****
*
ما أَنْتَ إِلّا قَبْضَ ريحٍ في الْمُنى
كَالتِّبْرِ في مِيزانِهِ الْمَخْسورِ
*
رَغْمَ الصُّدودِ عَنِ الحِبا يا صاحِبي
عَبَّدْتَني بِجَمالِكَ الْمَنْذورِ
*
وَهَوى فُؤادي كُلَّ مَنْ في قُرْبِكُمْ
إِذْ لُمْتَني في حُبِّهِ الْمَنْكورِ
*
يا طَعْمَ طَيفِكَ في الْكَرى يا قُبْلَةً
باتَتْ صَدىً في حُلْمِيَ الْمَبْهورِ
*
حَتَّامَ أَلْتَمِسُ الْمَعاذيرَ الَّتي
تَمْتاحُ مِنْ فِنْجانِكَ الْمَخْدورِ
*
***************
ضمد كاظم الوسمي
شاعر العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق