الأحد، 13 يونيو 2021

* جراحٌ لاتغور*بقلم الشاعر...سيد حميد عطاالله


* جراحٌ لاتغور*


هذا الزمانُ بفضلِهِ المسدودِ

فإذا سخا فبسيبهِ المحدودِ


وقفَ الجميعُ ببابِهِ في هوّةٍ

إذ ليس من أهلِ الندى والجودِ


وإذا دخلتَ لتبتغي من حاجةٍ

كنتَ الملامَ وثَّمَ بالمطرود


ظَلَمَ الزمانُ أحبّتي وكأنّهُم 

كانوا العبيدَ من الهنودِ السودِ


جُلُّ الفراعنةِ الكبارِِ تآمروا 

وبكفِّنا نُجلي لظى النمرودِ


ونعيشُ بالنزر النِزارِ وإنّما 

وصلَ اللصوصُ لقمّةِ الفرهودِ


ووقفتُ أنظرُ حائرًا في ثُلّةٍ

من باقي عمري ألتهي بالعودِ


فأخطُّ حظّي في الرمالِ وامحُهُ

وندبتُ مرّاتٍ على المفقودِ


وأُطفّي نيرانًا هناك أقمتُها 

ماذا سيُجدي حرملًا محسودي


سأظلُّ أمنعُ وأدهُ أُمنيتي 

ما كنتُ يومًا آخرَ العنقودِ


كم كنتَ تقصدُني برمي حجارةٍ

تعسًا لرأسٍ كانَ بالمقصودِ


حذرٌ أقمّزُ لا أرى من راحةٍ

إلا الشجى في القتلِ والتهديدِ


وإذا تعافى جانبي من ضربةٍ 

تحتاجُ اطرافي إلى التّضميدِ


متحولونَ إلى قرودٍ جُلُّهم 

والبعضُ في طورٍ إلى التّقريدِ


والبعضُ قد أَلفَ الخنوعَ وإنّما 

أضحى حبيسًا جانبَ التّرديدِ


كالببغاءِ يُعيدُ لفظًا ميّتًا

هو ميّتٌ أحيا عُرى التّقليدِ


وهناكَ في بلدي سوادٌ دائمًا

إنّا لنلبسُهُ بيومِ العيدِ


وشطبتَ اسمي قبلَ موتي لاهيًا

مثلَ الكثيرِ شطبتَهُم بقيودِ


هل أنتَ منهلُنا ورافدُ مجدِنا

ماذنبُ محوِ الكائنِ الموجودِ


سأظلُّ أبحثُ عن تُرابٍ خلتُهُ

سيكونُ سقفًا في البلا الملحودِ


وعلى حدودِكَ بَشّرَت قمريةٌ

لحنًا يُردِّدُهُ هناك حفيدي


وسيُلقي من بُشرى عليَّ قميصَهُ

لكنّني قوبلتُ بالجلمودِ


فشربتُ في الفوضى الكؤوسَ فاسفرت

فتنٌ أُكفِّنُ في ثراهُ صمودي


ويموتُ من قَبلِ الولادةِ مطمحي 

فرصفتُ في الآلافِ موتَ وليدي


ونبشتُ ماضييّ بفأسِ مواجعي 

فلقيتُها فوضى رفاتُ جدودي


ويظلُ يُقتلُ مثلما قُتلت به

ناسٌ كقتلِ الصحبِ بالإخدودِ


وهنا أبو جهلٍ يرمّمُ لاتهُ

فلأنتَ ياعمّارُ بالمجلودِ


وبلالُ يصرخُ داعيًا ومؤذنًا

حتى سئمتَ بنومةٍ وهجودِ


وإلى الجهادِ صرختَ حتى لوّنت

وجهَ السماءِ شفاهُ كلِّ شهيدِ


وتقادُ بالأغلالٍ دون هوادةٍ

وتسيرُ في ذاتِ الرجا المنكودِ


وتمرُّ ظمآنًا على نهرانِهِ

وتَبيتُ جوعانًا على المحصودِ


وتردُّ من دَينٍ جَنَتهُ حماقةٌ

وضريبةٍ هوجاءَ بالتّسديدِ


وتزيلُ هذا الشوكَ ثم تردُّهُ

افواهُ من أكلوا بقايا الدودِ


وأنا كعصفورٍ أحلِّقُ تائهًا

مابينَ صنديدٍ وذا رعديدِ


ليظلَّ فضلُ زمانِنا في هوّةٍ

فإذا سخا فبسيبِهِ المحدودِ


بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ السبت / ١٢/ ٦ / ٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق