* بلا عنوان*
طمعتُ هنا حبًّا لأحفلَ بالأجرِ
فيفصلُني عنهُ الكثيبُ مع البحرِ
رأيتُ عيونًا فارتعدّتُ فلم أجد
سوى الربطِ بالعينينِ لا ذلكم أسري
ركضتُ بقلبي نحوها فتمنَّعت
فما صابني منها، التأوُّهُ في الكسرِ
رميتُ شباكي نحوها، ذي حمامةٌ
فقد صادَ لي حظّي الغرابَ مع النسرِ
خرجتُ بجيشي عازمًا فتحَ قلعةٍ
رجعتُ فمن غيرِ المليحةِ والنصرِ
قَصِرتُ ودادي للمها فاستفزّني
تحشّدُ حراسٍ غلاظٍ على القصرِ
وقفتُ سعيدًا آملًا رميةً لها
فلم ترمِني إلّا بصاليةِ الجمرِ
ضفيرتُها من معدنِ الشمسِ أُنشئت
وإِظْفِرُها سيفٌ يقودُ إلى الظفرِ
أأجري ألى حبٍّ وأحسبُ أجرَهُ
ولكنّها ضاعت كما ضاعَ لي أجري
عمرتُ لها قلبًا فاصبحَ صالحًا
ولمّا اطمأنت ناولتهُ إلى عَمرِ
ونظراتها كانت عجافًا وسبعةً
بها وفرةٌ حتى هنئتُ من اليسرِ
ومن يُفتني: أنّي حَمِلتُ ودادَها
إلى القلبِ كي أسقي الغرامَ من الخمرِ
فقالت: لِتُصلب في وريدي ومهجتي
وتمسِ طعامًا للنسورِ وللصقرِ
فقلتُ: دعيني أنتهي تلكَ رؤيتي
ولم ينتهِ هذا الغرامُ من العصرِ
رأيتُ لها غُصنًا تمايلَ فجأةً
فهذا سقامُ قد تناهى إلى الجذرِ
وكيفَ ستُشفى والديونُ تراكمت
ديونُ غرامٍ والمزيدُ من النذرِ
فناولتُها بعضَ الدواءِ فقطعةٌ
من القلب والأخرى شرابٌ من البدرِ
ولكنّها لمّا تشافت أحجمت
ولم تبقَ حتى للزوال ولا العصرِ
وجمّعتُ حتى الطيرَ في ساحةِ الهوى
ولم يلقَ من غابوا المزيدَ من العذرِ
فقالَ لي الناموسُ: والعدلِ والنهى
سنلدغها قبلَ الطلوعِ من الفجر
وذا نملةٌ قالت: سأدخلُ مسكني
وأجلبُ لو ترضى المزيدَ إلى القصرِ
لندخلَ كي نوفي إليكَ بعرشِها
ونُحضِرَها مثلَ الكثيرِ إلى الجُحرِ
وتسألُني: قُلتَ الكثيرَ من الهوى؟
وما قلتُ إلّا ما يمرُّ على الصدرِ
حواريةٌ أسمو أليها بخافقي
تعلّقَ قلبي بالعيونِ وبالخصرِ
كأنّ كلامي في الهوى سرّ اسطري
فأنتِ الهوى وشّى على أولِ السطرِ
إذا نثرت بعضَ الغرامِ بمهجتي
تنامى ودادي في الفيافي وفي الصخرِ
فلا ترمني في غيهبِ البئرِ إنّني
جلستُ سنينًا قد رقبتكِ بالقعرِ
وذي ناقتي أضحت تخبّئُ طفلَها
فقد سَئِمت من ذي المصيرِ وذي العقرِ
كما سئمَ القلبُ المحبُّ حبيبَهُ
فلمّا يجد إلّا القليلَ من القطرِ
إليكِ بعثتُ اليومَ حبًّا رسالتي
فقد قوبلت كلُّ الرسائلِ بالحظرِ
تقولُ بأنّي قد رفعتُ رسائلي
وهذا أنا ألقي كلامي على الجرِّ
تقولُ كسرتَ الشعرَ كم ذا تجرؤٌ
فهل غيرُكِ قادَ القريظَ إلى الكسرِ
وهل غيرُكِ أبدى الكلومَ بأحرفي
فما اخترتُ إلا ما كرهتِ من النثرِ
لكي تشعري أنّي بحبّكِ صادقٌ
إذا قلت شعرًا أو عزفتُ عن الشعرِ
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الأربعاء/ ٢٣/ ٦/ ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق