..جوادُ الحبِّ
يلبّـي جوادُ الحبِّ صوتَ الأقـاربِ
وتبكي بنات العين اغلى الحبايبِ
ويستل سيف الود من غمدهِ الوفا
إذا مــا تـولَّى العد شوقـاً لصاحبِ
مشينا دروباً طـال فيـها توددي
وشكّ الهوى الكذاب كلّ المصائبِ
منارات عشق الروح دقّت طبـولها
الى حيث أسرى خاطري بالكتائبِ
لتحيا بقايا الروح مكلومة النوى
على إثر محزون سجى بالمضاربِ
الا يا نتاج الوحي روحي تبعثرت
ونصل بهِ مذبوح قلبي وقاربي
نسجنا من الآمال شمـٕساً حزينـةً
وذقنا مرار الـود مـن كلِّ جانبِ
فلا ذلك المشئوم ارخى سدولهُ
ولا أدرك المحبوب فتوى مذاهبي
فما بين خطبٍ لاح نجمٌ وكوكبٌ
يناجي فروعـاً يابسـات الكواعبِ
يقيد الأسى المسقوم نارَ مثارها
بجيدِ الهوى تسري بِسمِّ العقاربِ
تولى حنينُ الروح شوقاً لنزهةٍ
تميط الثرى يوماً ليخفي مصائبي
فلم تدرك الأشواك مرّا على القذى
وما أبلجت شمس السما بالأطايبِ
كئيبٌ ولا ادري بمـرسى كـئابتي
وحيدٌ ومن حولي حطام المراكبِ
فصول قضـيناها واخـرى تسلقتْ
على أيكةِ الأوهام تطوي حقائبي
فبئس لــها دنيـا أراها تمخضتْ
حنيـناً يواريــها مــع كلِّ ذاهبِ
ونعم بمن نالوا من العيش نفحة
بها ذكر محمـود بلسن الأجـانبِ
فما خلد التأريخ ذكراً على المدى
سوى من بها ذاقوا صروف النوائبِ
من التربة الصفراء جئنا لرحلة
إليها يعــود الناس مـن كلِّ جانب
فيا سعد من نالوا من الله رحمة
ويا بؤس من عادوا ثقال الذوائبِ .
د. همدان محمد الكهالي
السبت 26 يونيو 2021 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق