موعظة : بحر الطويل
إذا حانت الأقدارُ ، أين الموانعُ؟
وسيفُ المنايا حين َ ينسَلُّ قاطعُ
فلم يُغنِنا مالٌ وأهلٌ ومنزلٌ
وليس سوى ما خلّفتهُ الصنائعُ
وسارعْ إلى الخيرات فهي رفيقُةٌ
إذا ما احتواكَ القبرُ تفنى المطامعُ
وإن صرتَ مهجوراً وضاقت منازلٌ
فما أنت بعد الموتِ للناسِ راجعُ
هنالك لن تلقى رفيقاً و مؤنساً
سوى الوصلِ بالقرآن أوردّ جامعُ
رجوتكَ يا ربَّ العبادِ توَلّني
بما أنتَ أهلٌ لا بما أنا صانعُ
أعِنّي أقُمْ ليلي وغيريَ نُوَّمُ
وأخُلُ لربّي والنّجومُ طوالعُ
فلا اللهوُ تحتَ الشمسِ يُغني إذا دنت
منيَّةُ إنسانٍ ولا المالُ ماتعُ
ولا الكيّسُ المحظوظُ يزداد فسحةً
من العمرِ أو تستهويهِ فيهِ المرابعُ
ألا اغنمْ من الأيامِ ما اسطعت للذي
إليه ستأوي إن طوتكَ المواجع
فسبحانكَ اللهمّ أنتَ خلاصنا
وعونُ سوى ربّي سرابٌ مخادعُ
فليس أخو ظُلمٍ وبطشٍ إذا قضى
كمن هو بين النّاس برٌّ ووادعُ
وسائلْ من الأحياءِ من طالَ عمرهُ
هل العمرُ إلّا جانبان وشارعُ
إذا الموتُ أبدى للأنامِ نيوبه
سيبطشُ ما عاقتهُ عنهم موانعُ
هنالكَ من خاض الحروبَ ولم يُصَبْ
وآخرُ مِن فوق السرير يدافعُ
لعلّ بهذا القولِ مني مواعظاً
لكلّ امريءٍ في أخذ ما هو وازعُ
شاعر الممعلمين العرب
حسن كنعان / أبو بلال
٢١/٦/٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق