بمناسبة عيد الأب نقول لكل أب كل عام وأنت بألف خير .أمّا أنا فأقول له :
يسرُّ بعيشٍ من تواجدَ والدُه
وإنّي له فوقَ الكلومِ لفاقدُه
وجودُ أبٍ يعني الكثيرُ لنجلِهِ
هو الحامي من ضرٍّ فثَمَّ مساندُه
تمنّيتُ أن ألقاهُ أو ألثمَ الثرى
فهذا أبي في القلبِ كنتُ اشاهدُه
هو اليسرُ والاثراءُ والبهجةُ التي
تطيبُ وتحلو للجميعِ موائدُه
أقلّبُ في الذّكرى وأنسجُ احرفًا
فما طابتِ الاقوالُ إلا قصائدُه
إذا غابَ لم تألف سوى الختلِ أو وهى
وتنصبُّ من دهرٍ عليكَ شدائدُه
تنامُ بها صديانَ قد جفّ موردٌ
وينضو على قلبٍ تولّهَ رافدُه
هناكَ صغيرًا في الطريقِ وقوفُهُ
فيرقبُ مأتيًا ويفرحُ قادمُه
بأهلًا وسهلًا قد حباها بقلبِه
فينشدُ حبًا فانغمرنَ كواغدُه
فيرقصُ كالعصفورٍ بلَّلهُ الندى
واضحت تغنّى في الحقولِ فرائدُه
فلو غابَ للعصفورِ منه مناصرٌ
فيكثرُ في أمّ الحقولِ مصائدُه
ويسقطُ كالأملوِد إن مرّ صَرصَرٌ
فيُمسي بلا حولٍ عليه مُناكدُه
يئدهُ فلا نجوى ستسمعُ آنفًا
وتمكثُ في لجِّ الشجونِ ولائدُه
وسائدُ أيامٍ قضاها بعتمةٍ
ورامِدةٌ امست خلاهُ وسائدُه
يُصادُ فآلافُ الوحوشِ تربَّصت
ولظّت تشبُّ النارَ فيه صياهدُه
ليبحرَ في الذّكرى فلم يبقَ منفذٌ
وما أسعفت هذ الرحيلَ أوامدُه
هو الأبُّ فأحلوّت بجنبِهِ ساعةٌ
لِيستغنِ في عهد الأبوةِ قاصدُه
وزادَ واوفى واستقرّت حياتُهُ
تنامى على خيرٍ وأغدقَ واردُه
وذاك حنانُ الأبِّ قد صارَ مضربًا
كحاتمَ لمّا اتخمتهم ثرائدُه
بعهدِكَ كانَ العيشُ ملكًا وثروةً
وبعدُك قد تاهت وزلّت مذاودُه
ولو أنّ موتًا في فدائِكَ سارعت
لك الروحُ في ألفٍ وألفٍ تعاودُه
فكيف ولا آتي إليك بمهجتي
وإن شقَّ أمرٌ فيك لا لا أكابدُه
وَقائِدُ ضوّت في النفوسِ واشرقت
فأنتَ أميرُ القلبِ حتمًا وقائدُه
أنا الآنَ في ضنكٍ من العيشِ مملقٌ
أرومُ لحسناهُ فصرتُ اناشدُه
بغير ظِلالِ الأبِّ لافيءَ بعدَهُ
تخرُّ بويلاتِ الزمانِ وطائدُه
سوى عدِّ آلامي ورصفِ مواجعي
فإني كطيرٍ اوبقتهُ سواعدُه
بظلٍّ ظليلٍ من يشايعُ والدًا
وتبقى تزيلُ الفاقراتِ رغائدُه
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق
الإثنين/ ٢١/ ٦ / ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق