* حروفٌ لها *
كُتبت هنا فوقَ الفؤادِ حروفُها
وتزيّنت جدرانُها وسقوفُها
هي هاهنا مكثت وصارَ مكانُها
متزينًا لمّا احتوته كفوفُها
وتمرُ بينَ جوانحي وبمهجتي
ولقد فرحتُ إذا يطولُ وقوفُها
ويطيبُ لو تأتي الفؤادَ بطيبها
إذ تستوي عند الغرامِ صفوفُها
قلتُ ابدأي بدأَ الغرامُ فصولَهُ
يختالُ فيه ضجيجُها وحفيفُها
وبه تورَّق برعمٌ يخشى بها
أن يستبدَّ على الغصونِ خريفُها
الغيهبانِ تقدّما فكلاهما
ولجا القتامَ ليستفيد صليفُها
اصلحتُ في قلبِ الحبيبِ سقامَهُ
حتى توقَّفَ في الفؤادِ نزيفُها
وبحكمِها وجلَ المحبُّ واسفرا
متخاصمانِ قويٌها وضعيفُها
هذا قميصُ الحبِّ غشّوني به
فأنا هنا وَسَطَ الضلوعِ كفيفُها
وأنا هنا الخلُّ الذي وثقت به
حتى وَفى رغمَ الجحودِ حليفُها
من طلحِها شبعَ الغرامُ واسدلت
فدنت وآنت للمحبِّ قطوفُها
ولها صباباتُ الهوى وشعابُها
فتقصُّها من قلبها وتضيفُها
واميرةٌ مدَّت نفوذَ ودادِها
فتقرُّ عيني تارةً وتخيفُها
بعجينِها خُلطَ الغرامُ بملحِهِ
وبرغبةٍ لفَّ الفؤادَ رغيفُها
ويدافعُ الحبُّ العفيفُ عن الهوى
أتعقَّدت عند الهيام ظروفُها ؟!
ووصفتُها لكن عجزتُ لسبرِها
تلك الصفاتُ يسوقُها موصوفُها
ودخلتُ معتركِ الودادِ وحربِهِ
وتقدَّمت نحوي تُأَزُ حتوفُها
فلتألفوا مني الصبابةَ والجوى
فأنا الأسيرُ فألفُها وألوفُها
في الحبِّ صوتُ الحربِ يُرفعُ عاليا
ضربت فدوّى طبلُها ودفوفُها
فتبسَّمت شمسُ الضحى في خافقي
ويروقني حتى هناك كسوفُها
بل طافتِ الافراحُ حين قصدتُها
وهنا تمكّنَ ظلُّها وطيوفُها
قلتُ اعزفي عزفَ الودادُ كمانَهُ
لكنَّها جنحت فمالَ عزوفُها
بلقيس قد سجدت بقلبِ حبيبِها
حتى تفاقمَ دأبُها وعكوفُها
وهنا وجدّتُ أثارةً من صبوةٍ
نُقشت هنا قبلَ الهيامِ حروفُها
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ ١/ ٧ / ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق